كيف تتغلب على الغربة و تستقر




قد يمثل الانتقال إلى دولة جديدة تجربة صعبة لأي شخص، خاصة إذا كان لديك أطفالًا. غالبًا ما يتساءل الآباء عما يفعلونه كأسرة صغيرة في الغربة بعيدًا عن دفء الأهل والعائلة والأصدقاء في بلد جديد دون معارف تقريبًا. لقد ذقت طعم الغربة في الخمسة أعوام السابقة، والتقيت عدة أسر أجنبية مع أطفالهم، وأدرك جيدًا معنى تلقي الدعم ممن حولك لأنهم يفهمون الوضع الذي تعانيه وما تشعر به لأنهم في الغالب قد مروا بالتجربة نفسها أيضًا!


إليك فيما يلي بعض النصائح لتشعري نفسك أنك لا تزالين في وطنك حتى وأنت هناك في بلاد الغربة:

• كوني مبادِرة: تعلمي دومًا أن تمتلكي زمام المبادَرة. حاولي إقامة صداقات جديدة، واعلمي أن تكوين صداقات جديدة أمر يستغرق وقتًا وجهدًا. وفي حين أن معظمنا يمتلك صداقات نشأ معها منذ الطفولة، فإنه من الجميل أن يكون المرء صداقات أخرى جديدة، والاستقرار في بلد جديد هو الوقت المناسب لذلك، مع عدم نسيان صداقات الطفولة والعمل على الاحتفاظ بتلك العلاقات التي لا تُعوض. إذا كنت قد انتقلت للخارج من أجل الدراسة أو العمل، فيمكنك دعوة بعض الزملاء على الغداء أو على فنجان شاي أو قهوة لبدء تكوين صداقات.

• استخدمي الإنترنت: كثيرًا ما تجدي مواعيد لبعض الفعاليات وعناوين بعض الأماكن المميزة عبر الإنترنت. يوفر موقع Meetup.com أماكن الفعاليات المختلفة ومعلومات عنها حسب المدينة التي تقيمين فيها وحسب اهتمامك. يمكنك أن تقابلي الكثير من الأشخاص الذين يشاركونك اهتماماتك من الرسم أو الطهي أو الرياضة أو أمهات لديهم أطفال في نفس عمر أطفالك أو غير ذلك. عليك فقط في البداية أن تتأكدي من مدى أمان المكان وترخيصه القانوني وما إلى ذلك.

• استفيدي من تجارب الآخرين: أصبح العالم الآن قرية صغيرة، فعبر كثير من التدوين الذي يشاركنا به أصحابه خبراتهم وتجاربهم في مدوناتهم الخاصة، يمكنك معرفة الكثير عن الدولة التي ستقيمين فيها وعن كيفية تعامل المغتربين فيها مع الغربة. وستجدين فائدة عظيمة في ذلك، ويمكنك أن تخبري الآخرين عن تجربتك لتحصلي على معلومات ممن مروا بالتجربة نفسها.

• مصادر محلية: تحققي من أهم الأماكن التي تودين التردد عليها واعرفي أيها الأقرب إليك والطريق إليها مثل المكتبة والمسجد أو الكنيسة والمركز الاجتماعي. زوري تلك الأماكن وتعرفي على نشاطاتها وجدولها لتحددي ما يناسبك منها. تقدم العديد من المكتبات بعض الأنشطة للأطفال الصغار مثل ورشة لحكاية قصة أو ورش عمل فنية وغير ذلك. وتُعد هذه الأماكن وتلك الأنشطة مجالًا يفتح لك باب التعرف على مزيد من الأشخاص ممن يشاركونك اهتماماتك وهواياتك ويسكنون بالقرب منك أيضًا وقد تكون هذه فرصة طيبة لإقامة صداقات مختلفة.

• العثور على مركز للمغتربين: إذا كان ذلك متوفرًا، إذ تعمل بعض الدول على إنشاء مراكز للقادمين الجدد. يعمل المركز على الترحيب بهم وعلى توجيهيهم لكيفية التعامل مع المجتمع والاختلافات الموجودة ومساعدتهم على التأقلم مع المكان الجديد. ويُمثل المركز مكانًا في غاية الفائدة للتعرف على أماكن حيوية مثل المدارس والتأمين الصحي وشركات العقارات والإسكان ومحال التنظيف الآلي والسوبر ماركت وغير ذلك.

• الحدائق والمتنزهات وأماكن اللعب وممارسة الرياضة ومرحلة ما قبل المدرسة: يلتحق معظم الأطفال بمرحلة ما قبل المدرسة. في بعض البلاد، يعمل الآباء على الذهاب بأبنائهم إلى الحدائق أو أماكن اللعب والتي تكون أماكن يمكن للطفل فيها ممارسة اللعب مع والديه أو دونهما، وهي في الغالب تقدم فرصة جيدة لممارسة الهوايات المختلفة كالفنون أو ممارسة الرياضة أو اليوجا. إذا كنت أمًا لأطفال، فقد تكون تلك فرصة عظيمة لمقابلة آباء آخرين لأطفال من عمر أطفالك. اعملي على التواجد في موعد الحضور والانصراف لعدم تفويت فرصة مقابلة الآباء الآخرين والتعرف عليهم. وحضور اجتماعات الآباء أو الفعاليات التطوعية في المكان من الأمور الجيدة أيضًا في التعرف على الآخرين والتواصل مع المجتمع.

• ادفعي عنك الخجل: قد تشعرين بالخجل عند حضورك وحدك إحدى الفعاليات، لكن حضور مثل تلك الفعاليات أمر مهم وهو في الواقع كل ما تحتاجينه. إذا كنت مع صغارك في الحديقة أو المركز التجاري، كوني أكثر انفتاحًا على التعرف على الآخرين. إن مجرد المصافحة والترحاب هو بداية الطريق، وتعاملي بطبيعتك دون أي تكلف. وتأكدي أنك ستجدين الأمهات الأخريات يبحثن عن الدعم والتواصل والصداقات أيضًا.

• ابحثي عن كل ما هو ممتع بالنسبة لك: لا يعني أنك أم في بلد غريبة أن عليك أن تنسي هواياتك وأنشطتك المفضلة. إن كنت رياضية، فهناك العديد من صالات الأبواب الرياضية تفتح أبوابها، فاحصلي على ساعة أو ساعتين من النشاط، وتأكدي أن كثيرًا منها توفر رعاية للأطفال. منها ما يشترط أن يكون أقل عمر للطفل 6 أشهر، ويمكنك التردد عليه مرة أسبوعيًا أو طيلة أيام الأسبوع حسبما ترغبين.



• ابدئي مجموعتك الخاصة: قد تبدو الفكرة مخيفة، لكنك تستطيعين القيام بها إن لم تجدي مجموعة تناسب اهتماماتك. لا تقللي من شأن نفسك. لقد رأيت إحدى الأمهات وقد بدأت تكوين مجموعة للأمهات منذ عامين واليوم يبلغ عدد المشتركات ألفين من الأمهات عبر الإنترنت. أنت أيضًا يمكنك تكوين مجموعتك الخاصة من محبات الطهي أو الرياضة أو الرسم أو الكتابة أو الأمهات الصغيرات أو أمهات المراهقين أو أي كانت دائرة اهتمامك.

أتمنى أن تكون تلك النصائح السريعة قد أثمرت في تسليط الضوء على بعض التحديات التي قد تواجهينها في أي مكان تنتقلين إليه وكيف يمكنك مواجهتها وتخطيها.