هل المفترض أن نكون متفائلين دائماً؟

هناك كتب كثيرة تنصحنا بهذا؛ منها الكتاب الشهير "السر"،
الذي يؤكد أن تفاؤلك وإيمانك بأن الهدف قادم لا محالة،
سيجعله يتحقق لا محالة!






وعلى الرغم من أن هذا الكلام ليس علمياً؛
فإن له مؤيديه من المتخصصين في مجالات مختلفة كما قلنا من قبل.
لكن.. هناك أسئلة وجيهة تتردد دائماً؛ مثلاً: لو كنت خارجاً من الامتحان..
هل سيفيد تفاؤلي بعد خروجي من اللجنة وترك ورقة الإجابة؟ ما رأيك؟
بعض الناس يقولون إنهم يفعلون العكس؛ يتشاءمون في هذه اللحظة،
ويتوقعون نتيجة "سيئه"؛ كي يفرحوا حين تأتي النتيجة جيدة.
كلنا نعرف هؤلاء الذين يبكون فور خروجهم من الامتحان،
ويؤكدون -في انهيار- أنهم راسبون لا محالة،
ثم تكتشف أنهم من أوائل الدفعة!
فما معنى هذا؟





التشاؤم الدفاعي
يقول بحث علمي جديد: إن بعض الناس يتوقعون النتيجة الأسوأ؛
كي لا يصابوا بخيبة أمل حين يفشلون،
وهذا لا يعني بالضرورة أنهم فاشلون؛ بل على العكس تماماً!
هذا الشخص يؤمن في داخله أنه إنسان ناجح؛
فيستخدم هذا التشاؤم كوسيلة دفاعية،
كي لا تهتزّ صورته الذاتية الناجحة، في حالة حصوله على نتائج غير متوقعة.
لا علاقة للتشاؤم هنا بقدرتك على النجاح أو الفشل؛
بل هو وسيلة دفاعية تحميك من الصدمات العاطفية حين تحدث..






وهذا يعطي دلالة مهمة؛
وهي أن تنفيذ تقنيات التنمية الذاتية يعتمد أولاً وأخيراً على فهمك لها،
ومن ثم قدرتك على تعديل ما تتعلمه؛
كي يتلاءم مع الواقع لتحقّق النتيجة التي تريدها.
نحن ننصح دائماً بالتفاؤل؛ لكن تطبيق هذا لا يعني الالتزام الأعمى،
وألا نتشاءم أبداً، حين تجد أن هذا يحفّز أداءك أحياناً.
لا تطبق أي نصيحة -في التنمية الذاتية- دون فهم حقيقي للهدف من ورائها؛
فلو حفظت عن ظهر قلب كتاباً عن التفكير الإبداعي؛
فهذا لا يعني أبداً قدرتك على التفكير الإبداعي!
كما أن الناس مختلفون؛ فالبعض يُحفّزهم التفاؤل،
والبعض الآخر يحفّزهم التوقع السلبي..
بعض الناس يُنتجون أكثر في حالة شعورهم بالخوف من المستقبل،
والبعض الآخر يُنتجون أكثر لو كانوا متفائلين..





كن متفائلاً أو متشائماً، ليس هذا مهماً..
المهم هو أن يؤدي هذا الاعتقاد إلى ثقتك الأكبر في قدراتك،
وتحفيزك لتحريك طاقتك؛ كي تحقق الأهداف التي تريدها..