النتائج 1 إلى 1 من 1
- 13-03-2014, 01:44 PM #1
صفة الحشر والميزان وتطاير الصحف والصراط
يوم القيامة هو يوم الأهوال والمخاوف، فما إن ينجو الناس من هول من أهوال ذلك اليوم، حتى يدركهم هول آخر، فتمتلئ القلوب خوفا وفزعاً .
منها الحشر والميزان وتطاير الصحف والصراط
الحشر
..أرض المحشر ووقفة الحساب....
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في وصف أرض المحشر إنها
(أرض بيضاء عفراء لا معلم لها)
الإنسان سوف يقف خمسين ألف سنة
حفاة عراة
غر (بدون ختان)
عطشان ولكن لن يموت
تكاد رقبته تتمزق من العطش وتكاد بطنه تتمزق من الجوع ولكن
لا يموت..ولكن يقول عليه افضل الصلاة والسلام(وانها لتمر على
المؤمن كركعتين خفيفتين يصليهما)
نماذج من المحشورين :-
(1) أعمى :
قال الله تعالى في سورة طه (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَه
ُ مَعِيشَةً ضَنكا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِم
َ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْك
َ
آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ اليَوْمَ تُنسَى (126) )
قال الله تعالى (وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وَجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً)
(2) راكبون :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يحشر الناس يوم القيامة
ركبانا ومشاة وعلى وجوههم... قالوا يا رسول الله : يمشون على
وجوههم ؟ قال : نعم...قالوا كيف يا رسول الله؟ قال الذى امشاهم
على رجولهم قادر على أن يجعلهم يمشون على وجو ههم)
(3) المتكبرون :
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( يحشر المتكبرون يوم القيامة
كأمثال الذر(النمل) على صورة رجال ونساء يدوسونهم الناس
باقدامهم يغشاهم الذل)
(4) المجرمين :
الذين عاثوا في الأرض فسادا .. قال الله تعالى في سورة إبراهيم :
وَتَرَى المُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ (49)
(5) النور في يديه ووجهه :
قال الله تعالى في سورة الحديد): يَوْمَ تَرَى المُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ
يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ اليَوْمَ جَنَّات
ٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيم
ُ
(12) )
ثم تبدأ الشمس تدنو من الرؤوس وتزداد حرارتها حتى لا يكون
بينها وبين الناس ميل!! تحرقهم ولا ت***هم.. ثم يبدأ الناس يعرقون
على قدر ذنوبهم فمنهم من يصل العرق إلى كعبه ومنهم من يصل
العرق إلى ركبتيه ومنهم من يصل العرق إلى سرته ومنهم من
يصل العرق إلى ترقوته ومنهم من يلجمه العرق.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( سبع يظلهم الله في ظله يوم لا
ظل إلا ظله إمام عادل,وشاب نشأ فى عباده الله تعالى,ورجل قلبه
معلق بالمساجد,ورجلان تحابا فى الله اجتمعا عليه وتفرقا
عليه,ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله,
ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ,ورجل
تصدق بصدقة فاخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ,ورجل
ذكر الله خاليا ففاضت عيناه)
ويبدأ الحساب فتطاير الصحف وكل واحد له 99 صحيفة مكتوب
فيها كل أعماله وهى موجودة تحت العرش فإذا مات انطوت ويوم
القيامة تنشر ليقرأها صاحبها وفيها كل الأعمال الصالحة والطالحة
وكل صغيرة وكبيرة .. قال الله عز وجل في سورة التكوير(وَإِذَا
الصُّحُفُ نُشِرَت (10).
أما الكتاب الذي يأخذه المؤمن بيمينه والعاصي من الموحدين
والكفار بشماله ( فهو عبارة عن المجموع الكلى لأعماله الموجودة
في الصحف الخاصة به ) وقال الله عز وجل في سورة الحاقة :
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19)
إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ(
21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا
هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الخَالِيَةِ (24) وَأَمَّا مَنْ أُوتِي
َ كِتَابَه بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ
مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ القَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي
مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُم
فَاسْلُكُوهُ (32) إِنَّهُ كَان لاَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ العَظِيمِ (33)
وتأتى الحيوانات منكسة رؤوسها فيقضى الله بينهما ثم تكون تراب
فيقول الكافر والفاجر يومئذ يا ليتني كنت ترابا . قال الله عز وجل
في سورة النبأ : (إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنظُرُ المَرْءُ مَا
قَدَّمَتْ يَدَاه وَيَقُولُ الكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً (40)
يبدأ الله في محاسبة الأقوام فيأتي بقوم نوح فيقول يا نوح أنت بلغت
رسالتي لقومك ؟ فيقول نعم يا ربى ، فيقول الله لقوم نوح يا قوم
نوح
هل بلغكم نوح برسالتي ؟ يقولوا لا يا رب ، فيقول نوح بعزتك
وجلالك إني قد بلغتهم ، والله أعلم بكل شئ ، فيقول الله يا نوح
أمعك من يشهد ؟ فيقول نعم محمد وأمته ، فيقول الله يا محمد هل
بلغ نوح من يشهد فيقول نعم يا ربى ، فيقول الله يا أمة محمد هل
بلغ نوح قومه ؟ فيقولوا نعم يا ربنا ، فتقول أمة نوح كيف تشهدوا
ولم تكونوا معنا ؟ يقولوا قرأنا كتاب الله عز وجل وفيه أن نوح قد
بلغ قومه ، فيقول الله سبحانه وتعالى صدق محمد وصدقت أمة
محمد ، وفى سورة البقرة يقول الله عز وجل : (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ
أُمَّةًوَسَطاً لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُم
ْ شَهِيدا ً)
••وكذلك في جميع الأمم يأتي بهم الله ثم يحكم بينهم بالحق .
يأتي الرسول
ثم يسجد تحت العرش فيقول الله له : أرفع رأسك ،
وسَل تُعط ، واشفع تُشفًع . فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم (( أمتي ،، أمتي ))
فيشفع لهم ، فيقول الله خذ يا محمد من يدخل الجنة من غير حساب
ولا عذاب
وكان قد جيء بالنار لها سبعين ألف عروة وكل عروة يجرها سبعين
ألف ملك وتقترب من أرض المحشر ، فيكون لها عناق طويل تلقف
الكفار من أرض المحشر ثم تلقى بهم في النار .
وتوضع الموازيين بعد أخذ الكتاب لتزن الأعمال وينادى على عبد
عبد منذ آدم إلى يوم القيامة ، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم (
لترون الخيط والمخيط يوم القيامة )
الصراط
ومن أشد أهوال ذلك اليوم وأشدها خطراً، المرور على الصراط، وهو جسر مضروب على متن جهنم. حيث يأمر الله سبحانه في ذلك اليوم أن تتبع كل أمة ما كانت تعبده، فمنهم من يتبع الشمس، ومنهم من يتبع القمر، ثم يذهب بهم جميعاً إلى النار. وتبقى هذه الأمة وفيها المنافقون، فيُنْصَبُ لهم صراط على ظهر جهنم، على حافتيه خطاطيف وكلاليب، فيأمرهم سبحانه أن يمروا على ظهره، فيشتدُّ الموقف، وتعظم البلوى، ويكون دعوى الرسل يومئذ اللهم سلِّم سلِّم، ويكون أول من يجتاز الصراط النبي - صلى الله عليه وسلم - بأمته، فعن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( يجمع الله الناس يوم القيامة، فيقول: من كان يعبد شيئا فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها، فيأتيهم الله فيقول: أنا ربكم، فيقولون: هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا جاءنا ربنا عرفناه، فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فيتبعونه ويضرب الصراط بين ظهري جهنم، فأكون أنا وأمتي أول من يجيزها، ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل، ودعوى الرسل يومئذ؛ اللهم: سلم سلم . وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان، هل رأيتم السعدان ؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: فإنها مثل شوك السعدان غير أنه لا يعلم ما قدر عظمها إلا الله، تخطف الناس بأعمالهم، فمنهم المؤمن يبقى بعمله، أو الموبق بعمله، أو الموثق بعمله، ومنهم المخردل أو المجازى ... ) رواه البخاري .
أقسام المارين على الصراط
يتفاوت المارون على الصراط تفاوتا عظيما، كل حسب عمله، فمنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم كالطير، ومنهم يشد كشد الرجال .
فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي - صلى الله عليه وسلم – : ( فيمر أولكم كالبرق، قال: قلت بأبي أنت وأمي، أي شيء كمر البرق ؟ قال: ألم تروا إلى البرق كيف يمر، ويرجع في طرفة عين ؟ ثم كمر الريح، ثم كمر الطير، وشد الرجال تجري بهم أعمالهم، ونبيكم قائم على الصراط، يقول: رب سلم سلم، حتى تعجز أعمال العباد، حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفا، قال: وفي حافتي الصراط كلاليب - جمع كَلُّوب حديدة معطوفة الرأس –معلقة مأمورة بأخذ من أمرت به فمخدوش ناج، ومكدوس في النار ) رواه مسلموالمخدوش من تمزق جلده بفعل الكلاليب، والمكدوس من يرمى في النار فيقع فوق سابقه مأخوذ من تكدست الدواب في سيرها إذا ركب بعضها بعضا.
وعن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال في ذكر مشاهد يوم القيامة : ( ثم يضرب الجسر على جهنم، وتحل الشفاعة، ويقولون: اللهم سلم سلم، قيل: يا رسول الله وما الجسر ؟ قال: دحض مزلة، فيه خطاطيف وكلاليب وحسك - شوكة صلبة -، تكون بنجد، فيها شويكة، يقال لها: السعدان، فيمر المؤمنون كطرف العين، وكالبرق، وكالريح، وكالطير، وكأجاويد الخيل والركاب، فناج مسلّم، ومخدوش مرسل، ومكدوس في نار جهنم ) رواه مسلم .
وفي حديث ابن مسعود، قال: قال – صلى الله عليه وسلم - : ( فيمرون على الصراط، والصراط كحد السيف، دحض مزلة، قال: فيقال: انجوا على قدر نوركم، فمنهم من يمر كانقضاض الكوكب، ومنهم من يمر كالطرف، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كشد الرحل، ويرمل رملا فيمرون على قدر أعمالهم، حتى يمر الذي نوره على إبهام قدمه، يجر يدا ويعلق يدا، ويجر رجلا ويعلق رجلا، فتصيب جوانبه النار ) رواه الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي .
وهذه الأحاديث وغيرها تبين أن معنى الورود في قوله تعالى: ** وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا }(مريم:71) هو الجواز على الصراط . وقد ذهب إلى تفسير الورود بالمرور على الصراط ابن عباس وابن مسعود وكعب الأحبار والسدي وغيرهم .
فالثبات يوم القيامة على الصراط بالثبات في هذه الدار، وعلى قدر ثبوت قدم العبد على هذا الصراط الذي نصبه الله لعباده في هذه الدار، يكون ثبوت قدمه على الصراط المنصوب على متن جهنم . وعلى قدر سيره على هذه الصراط يكون سيره على ذاك الصراط .
وصف الجسر
دلت الأحاديث السابقة على أن الصراط دحضٌ مزلةٌ، أي: موضع تزل فيه الأقدام ولا تستقر، على حافتيه خطاطيف وكلاليب وحَسَك أي – شوك صلب من حديد - وهو أدق من الشعر، وأحد من السيف، كما روى ذلك مسلم عن أبي سعيد – رضي الله عنه – موقوفاً قال: (بلغني أن الجسر أدق من الشعرة، وأحد من السيف ).
الصراط الثاني وهو القنطرة بين الجنة والنار
إذا خلص المؤمنون من الصراط حبسوا على قنطرة - جسر آخر – بين الجنة والنار يتقاصون مظالم كانت بينهم ، وهؤلاء لا يرجع أحدٌ منهم إلى النار ، لعلم الله أن المقاصة بينهم لا تستنفذ حسناتهم ، بل تبقى لهم من الحسنات ما يدخلهم الله به الجنة ، قال صلى الله عليه وسلم : ( يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار فيُقَصُّ لبعضهم من بعضمظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة فوالذي نفس محمدٍ بيده لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا ) فهذا الصراط خاص بتنقية المؤمنين من الذنوب المتعلقة بالعباد حتى يدخلوا الجنة وليس في قلوبهم غلٌ ولا حسدٌ لأحدٍ، كما وصف الله أهل الجنة فقال: ** ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين } ( الحجر: 47
هذا هو الصراط، وهذه هي أحوال الناس عند المرور عليه، فتفكر – أخي الكريم - فيما يحل بك من الفزع بفؤادك، إذا رأيت الصراط ودقته، ثم وقع بصرك على سواد جهنم من تحته، ثم قرع سمعك شهيق النار وتغيظها، وقد كُلفت أن تمشي على الصراط مع ضعف حالك، واضطراب قلبك، وتزلزل قدمك، وثقل ظهرك بالأوزار المانعة لك من المشي على بساط الأرض، فضلا عن حدة الصراط، فكيف بك إذا وَضَعْتَ عليه إحدى رجليك فأحسست بحدته، والخلائق بين يديك يزلّون، ويعثرون، وتتناولهم زبانية النار بالخطاطيف والكلاليب، فيا له من منظر ما أفظعه، ومرتقى ما أصبعه، و مجاز ما أضيقه .
نعيم الجنة
وإن سألت عن أنهارها فأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى. وإن سألت عن طعامهم ففاكهة مما يتخيرون، ولحم طير مما يشتهون. وإن سألت عن شرابهم فالتسنيم والزنجبيل والكافور. وإن سألت عن آنيتهم فآنية الذهب والفضة، في صفاء القوارير. وإن سألت عن سعة أبوابها فبين المصراعين مسيرة أربعين من الأعوام، وليأتين عليه يوم وهو كظيظ من الزحام.
- فإن سألتَ عن أرضها وتربتها فهي المسك والزعفران. وإن سألت عن سقفها فهو عرش الرحمن. وإن سألت عن بلاطها فهو المسك الأذفر. وإن سألت عن حصبائها فهو اللؤلؤ والجوهر. وإن سألت عن بنائها فلبنة من فضة ولبنة من ذهب. وإن سألت عن أشجارها فما فيها من شجرة إلا وساقها من الذهب والفضة، لا من الحطب والخشب. وإن سألت عن ثمرها فأمثال القلال، ألين من الزبد، وأحلى من العسل. وإن سألت عن ورقها فأحسن ما يكون من رقائق الحلل.
وإن سألت عن تصفيق الرياح لأشجارها فإنها تنعم بالطرب لمن يسمعها. وإن سألت عن ظلها ففي ظل الشجرة الواحدة يسير الراكب المجد السريع مائة عام لا يقطعها. وإن سألت عن سعتها فأدنى أهلها يسير في ملكه وسرره وقصوره وبساتينه مسيرة ألفي عام. وإن سألت عن خيامها وقبابها فالخيمة الواحدة من درة مجوفة، طولها ستون ميلا. وإن سألت عن علاليها وجوسقها فهي غرف من فوقها غرف مبنية، تجري من تحتها الأنهار. وإن سألت عن ارتفاعها فانظر إلى الكوكب الطالع أو الغارب في الأفق، الذي لا تكاد تناله الأبصار.
وصف النار
قال الرسول الكريم
ناركم هذه التى توقدون جزء من سبعين جزء من نار حهنم
قال ابن الجوزي في وصف النار: ( هي دار خص أهلها بالبعاد، وحرموا لذة المنى والاسعاد، بُدلت وضاءة وجوههم بالسواد، وضربوا بمقامع أقوى من الأطواد، عليها ملائكة غلاظ شداد، لو رأيتهم في الحميم يسرحون وعلى الزمهرير يطرحون، فحزنُهم دائم فلا يفرحون، مقامهم دائم فلا يبرحون أبد الآباد، عليها ملائكة غلاظ شداد، توبيخهم أعظم من العذاب، تأسفهم أقوى من المصاب، يبكون على تضييع أوقات الشباب وكلما جاد البكاء زاد، عليها ملائكة غلاظ شداد، يا حسرتهم لغضب الخالق، يا محنتهم لعظم البوائق، يا فضيحتهم بين الخلائق، أين كسبهم للحطام؟ أين سعيهم في اللآثام؟ أين تتبعهم لزلات الأنام؟ كأنه أضغاث أحلام، ثم أحرقت تلك الأجساد، وكلما أحرقت تعاد، عليها ملائكة غلاظ شداد ) أ. هـ.
فتأمل أخي الكريم حال أولئك التعساء وهم يتقلبون في أنواع العذاب ويعانون في جهنم ما لا تطيقه الجبال، وما يفتت ذكره الأكباد ولا تسأل عما يعانونه من ثقل السلاسل والأغلال إِذِ الأَغْلالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ [غافر:71]، وقال تعالى: ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ [الحاقة:32].
قال ابن عباس رضي الله عنهما: ( تُسلسل في دبره حتى تخرج من منخريه حتى لا يقدر أن يقوم على رجليه ثم ينظمون فيها كما يُنظم الجراد في العود حين يُشوى ).