المواقف بكل أنواعها الإيجابية والسلبية والمخيبة للآمال تجعلك تصل إلى حد النضج العقلى، أو ما يطلق عليه "الخبرة"، والتى تعترف على أنها حصيلة ما مررت به وتعرضت له، ولكن تبقى التساؤلات وهى كيفه كانت رد فعلك تجاه تلك المواقف، وهل أضافت لك التجربة أم انتقصت منك، ذلك هو ما يحدد مستوى نضجك النفسى.

وبسؤال الدكتور أحمد هارون مستشار العلاج النفسى، قال إن مشاكلنا النفسية وأزماتنا الحياتية غالباً تكون لسببين الأول إن الأغبياء منا يتصرفون دائما دون تفكير، فيندفعون بأفعال متخذين قرارات دون التفكير فى صحة تصرفهم هذا من عدمها، مضيفاً إن السبب الثانى هو أن الأذكياء منا يستمرون فى التفكير دون تصرف، تجده يفكر ويحلل ويصل إلى نتائج ثم يعيد التفكير ويحلل، ولا يصدر عنه أى تصرف فعلى تجاه الأزمة.

وأضاف هارون، أن أسلوبك فى التعامل مع الأزمة يترتب عليه الكثير هو الذى يحدد شخصيتك توازنك النفسى، فإذا تعرضت للقسوة أو لظلم أحدهم ترى أيهما أفضل، أن تظل تكره من ظلمك وحسب وتبدد بذلك طاقتك النفسية، ومن ثم تخور قوة دوافعك تجاه أى شىء مفيد، أم أن لديك اختيار آخر، أن تقرر أن تحب نفسك فتحترمها فى معاناتها، فتجدد بذلك طاقتك النفسية وتقوى دوافع سلوكك نحو الإنجاز وتحقق نجاحات متعددة.

وعن النضج النفسى يقول هارون، عندما تحافظ على ابتسامتك دوما، وتعترف بفضل كل ناصح أمين لك، وتشكر أمانة من يوجه نقد صادق إليك، وتستطيع أن تتخطى خيانة صديق مزيف مر بحياتك فأنت إذن على درجة عالية من النضج النفسى.

وتابع حين تكون قادر على أن تملأ الأجواء تفاؤلاً بكلمات التشجيع الصادقة التى تبثه باستمرار فى نفوس من حولك، فتستطيع الحفاظ على علاقاتك لفترة أطول وبشكل أطيب مع كل من قابلت، فإنك بذلك تتمتع بنضج نفسى كبير، وتأكد أن تأثيرك هذا فيهم واهتمامك بهم وأثرك الذى تركته فى حياتهم، ستظل باقى لأطول ما يمكن عندهم حتى لو فارقت الحياة وتركتهم.