قصة قصيرة باقل الكلمات والحروف ولكنها تحمل عبرة آلااف الكتب
|\~| قِطَعٌ من الجنة |\~|

يحكى أن رجلاً أتى إلى أحد المدن .. وقد التف الناس من حوله
وصار في المدينة هرج ومرج .. وكل يوم والناس حول هذا الشخص بإزدياد

تقدم رجل من أهل الفصاحة والعقل والفطنة .. وسأل عن سبب هذا الزحام
الشديد حول هذا الرجل الغريب .. فأخبروه أن هذا الرجل يحمل توكيلاً من الله
وهو يقوم الآن ببيع قطع من أراضي الجنة .. ويمنح بذلك سندات ومن مات ومعه
هذا السند دخل الجنة وسكن الأرض التي اشتراها هناك

احتار الرجل في كيفية اقناع هذا الكم الهائل من الناس بعدم صدق هذا الرجل وان من
اشترى منه قد وقع في تضليله وتدليسه .. إلا أنه وجد من يزجره ويمنعه من المحاولة
في هذا الإتجاه .. لإن بساطة الناس وقلة وعيهم دفعتهم إلى التصديق المطلق بهذا الرجل

وفي النهاية توصل الرجل الفطن الى حل عبقري .. حيث تقدم الى الرجل الذي يبيع
قطعا من الجنة فقال له : كم سعر القطعه في الجنة ؟
فأخبره ان القطعه بــ 100 دينار
فقال له وإذا أردت أن أشتري منك قطعة في << جهنم >> بكم ؟؟ أتبيعها لي ؟؟

فاستغرب الرجل ثم قال : خذها بدون مقابل .. فقال الرجل الفطن : كلا لا اريدها إلا بثمن
أدفعه لك وتعطيني سندا بذلك
فقال له سأعطيك ربع جهنم بــ 100 دينار << أي سعر قطعه واحدة من الجنة >>
فقال له الرجل الفطن : فإن اردت شراءها كلها .. فقال الدجال عليك ان تعطيني 400 دينار

وفي الحال قام الرجل الفطن بدفع الـــ 400 دينار الى الدجال
وطلب منه تحرير سندا بذلك وأشهد عدداً كبيراً من الناس على السند .. وبعد اكتمال السند قام الرجل الفطن
بالصراخ بأعلى صوته
أيها الناس لقد اشتريت جهنم كلها ولن اسمح لاي شخص منكم بالدخول إليها .. لانها صارت ملكي
بموجب هذا السند أما انتم فلم يتبقى لكم الا الجنة

وليس لكم من مسكن غيرها سواءا اشتريتهم قطعا ام لم تشتروا
عند ذاك الوقت تفرق الناس من حول هذا الدجال لانهم ضمنوا عدم الدخول الى النار بسند الرجل الفطن
وادرك الدجال بأنه أغبى من هؤلاء الذين صدقوا به


قصصتُ هذه القصه على رجل كبير في السن فقال لي :
وهل تعجب من امر هؤلاء الناس ؟
فقلت : نعم , ايوجد أناس بهذا المستوى من التفكير ؟
فأجابني : نعم , أغلبنا بمستوى تفكيرهم رغم انهم افضل نية منا
فقلت له : كيف ايها العجوز ؟!
فقال : من يتعاطى الخمر هل يجدها ملقاه على الطريق ام يذهب لشرائها بماله الخاص ؟
قلت يشتريها بماله الخاص
قال : ومن يقصد بيوت الهوى ومن يلعب القمار ومن يتناول المخدرات وغيرها
كلها اموال ندفعها من جيوبنا لنشتري لانفسنا قطعا في جهنم .. أليس كذلك ؟؟
بينما نترك الصلاه والصيام والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والقنوت والدعاء وغير ذلك
رغم توفره بدون ان ندفع من جيوبنا شيئاً .. ولا نقبل ان نشتري جنة الله حتى ولو بدون
ان ندفع او نخسر شيئاً
فمن الاصلح هؤلاء ام هؤلاء ؟؟

فأطرقت نظري الى الارض وانا اسال الله ان يجعلني ممن يسعون لنيل رضاه
ربي اشرح لي صدري ويسر لي امري


<<
كلامٌ نحتاجه في زماننا هذا .