يعد مرض السكري وارتفاع ضغط الدم من أسباب الاصابة يالفشل الكلوي المزمن الرئيسة، وهذه الحالات تعد أيضاً من المسببات الرئيسة لأمراض العيون وفقدان الإبصار، وإذا كان مرض الكلى الذي تعانيه ناجماً من أي من هذه الأمراض (ضغط الدم أو السكري) قد يكون إبصارك في خطر.



فالسكري وضغط الدم المرتفع لا يتم في الغالب تشخيصهما، أو إكتشافهما، لأن الناس لا يلحظون أعراضها. وبمرور الوقت وعدم توافر علاج طبي، يمكن لهذه الأمراض أن تصبح أسوأ وبالتالي قد تظهر مضاعفات أخرى كأمراض الكلى والعيون.



وإذا كنت مصاباً بمرض كلوي مزمن لم يكن ناجماً من ضغط الدم المرتفع قد يتوجب عليك متابعة ضغط الدم بانتظام، لأن مرض الكلى يمكنه أن يسبب ارتفاع ضغط الدم ويهدد إبصارك.



هنا نعرض ورقة عمل قدمتها الدكتورة موزة بن دخين، وهي بروفيسور واستشارية جراحة وطب العيون، رئيسة قسم العيون بهيئة الصحة في دبي، في مؤتمر حمل عنوان "صحتي" نظمته ادارة التثقيف الصحي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في امارة الشارقة، تناولت فيها تفاصيل عدة عن أمراض العيون وأهمها مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى.



بعض مشاكل العين الأكثر شيوعاً التي تصيب مرضى الفشل الكلوي المزمن



أبرز هذه المشاكل هي:



اعتلال الشبكية.

إعتام عدسة العين "المياه البيضاء".

الجلوكوما (ارتفاع ضغط العين أو المياه الزرقاء).

شبكية العين



شبكية العين هي نسيج عصبي رقيق وحساس يبطن العين من الداخل، والإبصار الجيد يتطلب شبكية عين سليمة.



واعتلال شبكية العين هو تلف في شبكية العين االناتج عن تلف في الأوعية الدموية الموجودة في شبكية العين بسبب ارتفاع ضغط الدم، أومرض السكري، أومرض الكلى المزمن، أو الأدوية المستخدمة لعلاج مرض الكلى المزمن.



وحينما يكون التلف ناجماً من السكري يسمى "اعتلال شبكية العين السكري". وكما هي الحال في مرض الكلى المزمن، يحدث النمطين من اعتلال الشبكية.



فالشبكية هي واحدة من "الأعضاء المستهدفة" التي تتلف بسبب استمرارية ارتفاع ضغط الدم، وضغط الدم المرتفع يضع عبئاً على جدران الأوعية الدموية، ويضعفها مؤدياً إلى تضيقها وانسدادها أو نزفها.



ومستويات السكر المرتفعة في الدم يمكنها إتلاف الأوعية الدموية الضيقة في الكلى، وأصابع القدمين والعيون.



مضاعفات اعتلال الشبكية



حينما تتلف الأوعية الدموية في الشبكية، تصبح ضعيفة وقابلة لتسريب السوائل والمواد البروتينية والدهون إلى الشبكية.

إضافة إلى أن هذه الأوعية الدموية التالفة الضعيفة تكون قابلة للانسداد والنزف.

وعند حدوث النزيف يتسرب الدم في الجسم الزجاجي، وهو عبارة عن مادة شفافة وهلامية تملأ الجزء الداخلي من العين.

حينما يتسرب الدم بغزارة في الجسم الزجاجي، يصبح غائماً ومعتماً، ويمنع الضوء من الوصول للشبكية ويحجب الرؤية.

الأوعية الدموية التالفة تحل بدلاً عنها أوعية جديدة، ولكن هذه الأوعية الجديدة تصبح هي أيضاً ضعيفة ويمكن أن تتكسر.

أحياناً اعتلال الشبكية يصاحبه تكّون أنسجة ليفية ملاصقة لشبكية العين. وهذا النسيج الليفي يمكن انفصاله ما يؤدي إلى شد الشبكية وإبعادها عن وضعها الطبيعي (هذه الحالة تعرف بـ "انفصال الشبكية")، الذي بدوره يمكن أن يؤدي لفقدان إبصار حاد أو لعمى، ويجب أن يعالج فوراً بواسطة طبيب اختصاصي.

عدسة العين



هي بلورة شفافة توجد في الجزء الأمامي من العين. من خلالها تنفذ أشعة الضوء الصادرة من الأجسام المرئية وتتركز على الشبكية مكونة صورة الجسم المرئي. وبمجرد وصول الضوء إلى الشبكية يتحول لإشارات عصبية ترسل للدماغ وبالتالي يستطيع الإنسان الرؤية.



ويجب أن تكون العدسة شفافة بحيث تسمح للشبكية باستقبال مشهد أو صورة صافية ودقيقة، فإذا كانت العدسة معتمة يصبح المشهد الذي تراه ضبابياً.



اعتام عدسة العين (المياه البيضاء )



هو عبارة عن تعتيم وعدم شفافية يصيب عدسة العين ويؤثر في الإبصار، ويشتت الضوء الداخل للعين ما يجعل الرؤية تبدو غائمة وغير واضحة. وغالبية حالات اعتام العدسة شائعة لدى المسنين ولكن مرضى السكري قد يتعرضون للإصابة بما يعرف بـ"اعتام العدسة السكري"، وهو نمط من المياه البيضاء يظهر فجأة ويتطور لدرجة تصبح فيها العدسة كلها غائمة ومعتمة نتيجة ارتفاع مستوى السكر في الدم.



الجلوكوما أو المياه الزرقاء



الجلوكوما هي مجموعة من أمراض العين تعرف بوجود ضغط عالٍ في سائل مقلة العين ما يؤدي إلى تلف العصب البصري وفقدان الإبصار كلياً أو جزئياً. وللأسف يحدث تلف العصب البصري دون أن تكون هناك أعراض مصاحبة لارتفاع ضغط العين، وهذا المرض يعرف بالسارق الخفي الذي يسرق الرؤية ويؤدي إلى العمى التام بمرور الوقت.



كيف تشخص هذه الأمراض ؟



حينما تخضع لفحص العين الدوري، سيفحص طبيب العيون قوة الإبصار لديك، وسيفحص صحة عينيك أيضاً.



ويشمل الفحص:



فحص قاع العين لتقييم شبكية العين والعصب البصري (يتم بتوسيع بؤبؤ العين بقطرات خاصة واستخدام معدات متنوعة).

إجراء قياس ضغط العين.

إجراء فحص عدسة العين.

إجراء فحص مجال الرؤية.

يُوصى بزيارة الطبيب إذا لاحظت أية تغييرات في الرؤية :



ضبابية، أو عدم وضوح في الرؤية.

ألم أو ضغط في عين واحدة أو الاثنتين معاً.

متاعب في رؤية الأشياء التي تكون بعيدة عن أركان عينيك أو اختلال في مجال الرؤية.

رؤية وميض أو أضواء متراقصة.

رؤية نقاط أو خطوط متحركة.

الحفاظ على صحة وسلامة عينيك:



فحص العيون بانتظام مهم لمراقبة صحة عينيك.

المصابون بالسكري ينبغي عليهم إجراء فحص سنوي للعيون على الأقل.

السيطرة على مستوى السكري أو ضغط الدم مهم، ليس فقط لصحة كليتيك، بل لصحة عينيك أيضاً.

اتبع تعليمات طبيبك المتعلقة بالتغذية والرياضة.

تناول الأدوية والعلاجات الموصوفة.


إحرص على فحص مستويات السكر في الدم أو ضغط الدم بالطريقة التي يوصى بها طبيبك.

إذا كنت تـدخــن، يجــب الإقـــلاع عـــن التدخين فهو عامل خطر إضافي للإصابة بأمراض العيون.