نجح فريق من الأطباء، بمستوصف فيكتوريا الملكى بمدينة نيوكاسل أبون تاين الإنجليزية، فى إجراء جراحة ناجحة، أشبه بالمعجزة، لطفلة صغيرة تدعى "فيث مارتين"، تبلغ من العمر ثلاثة أشهر، كانت مصابة بعيب خلقى خطيرة يعرف باسم القيلة الدماغية "encephalocele"، وهو عبارة عن بروز جزء من المخ يشبه الكيس خارج الجمجمة، وذلك حسبما نشر مؤخراً على الموقع الإلكترونى لصحيفة "ديلى ميل" البريطانية.

وتم اكتشاف الإصابة فى وقت مبكر جداً أثناء خضوع الأم "جيسيكا ويليامز" للفحوصات الروتينية خلال الأسبوع 17 من بداية الحمل، وأكد الأطباء لها فى بادئ الأمر أن الجنين فى الأغلب سيموت بمجرد الولادة لأنه لن تتمكن من التنفس، ولن يتمكن الأطباء من إنقاذها، وستصاب بالعجز والعديد من الإعاقات حالت تمكنت من البقاء على قيد الحياة، إلا أنهم فى النهاية قرروا عدم التخلص من الجنين ومنحه الفرصة كى يعيش.

والمثير أن الفتاة الصغيرة ولدت دون أية مشاكل بخلاف البروز خلف جمجمتها، وساهم ذلك فى خضوع الأم للولادة القيصرية كى لا يحدث ضغط على الجزء البارز من الجمجمة خلال الولادة المهبلية، وكى لا تتعرض الطفلة للمزيد من المشاكل الصحية.

وبالفعل تمكنت الفتاة من الصراخ بعد الولادة مباشرة وتنفست بشكل طبيعى، وسمحت صحتها بأن ترحل مع والديها إلى البيت خلال أيام قليلة.

وعلى الرغم من استقرار الحالة الصحية للطفلة، إلا أن زيادة حجم البروز المخى باستمرار، ووصول قطره إلى 21 سم بعد شهرين من الولادة بدلاً من 6 سم فقط مع بدايتها، تسبب فى زيادة قلق الوالدين والأطباء، خاصة أن هذا الجزء يؤلمها بمجرد النوم عليه.

وبعد ثلاثة أشهر من الولادة، قرر الأطباء بمستوصف فيكتوريا الملكى بمدينة نيوكاسل أبون تاين الإنجليزية خضوع الفتاة الصغيرة "فيث مارتين" للجراحة الصعبة، حيث تم إزالة الجزء البارز من الجمجمة، والذى كان يحتوى على كميات زائدة من سوائل المخ وبعض من مواد الدماغ الميتة، وكانت العملية ناجحة للغاية، ولم تعانى الفتاة بعد ذلك من أية مضاعفات، ومن المنتظر أن تخضع للأشعة التشخيصية بالرنين المغناطيسى بشكل دورى كل 6 أشهر للاطمئنان على حالتها الصحية.