شهد معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الخامسة والأربعين، تغييرًا ملحوظًا فى حركة بيع الكتب، إذ تراجعت مبيعات الكتب السياسية بالنسبة للسنة الماضية، واحتلت مكانها الكتب الأدبية خاصة روايات الفانتازيا والرومانسية، أو الأدب الساخر، وأكد بعض الناشرين أن القارئ المصرى، بدأ يبتعد عن السياسة تدريجيًا ويتجه نحو الأدب، نظرًا للضغوط التى تحيط به سواء عبر برامج التوك شو، أو الأحاديث السياسية التى أرهقت الكثيرين، وكان الأدب هو البديل المناسب للتخفيف عن ضغوطه.
وحسب مسئول مكتبة الشروق عبد المنعم إسماعيل، إن مبيعات الكتب الأدبية صعدت وتراجعت الكتب السياسية، إذ احتلت كتب الروائى أحمد مراد خاصة الفيل الأزرق، وكتب والدكتور يوسف زيدان خاصة "عزازيل، والنبطى، ورواية "المرحوم" لحسن كمال، و"أولاد حارتنا" لنجيب محفوظ، و"قمر على سمرقند" للروائى المنسى قنديل.

وأضاف عبد المنعم، فى حين احتلت الكتب السياسية المرتبة الثانية فى المبيعات وأكثرها مبيعًا كتب "طريقى" لكمال الجنزورى، و"رحلتى الفكرية" عبد الوهاب المسيرى"، أما الكتب الدينية فتراجعت كثيرًا.

وأما مدير دار مكتبة نهضة مصر فتحى خليل، قال، تصدرت مبيعات الأدب الساخر هذا العام، فالناس يعانون حالة من الاكتئاب بسبب السياسة، فاتجهوا للكتب الساخرة، إذ تراجعت مبيعات الكتب السياسية بشكل ملحوظ جدًا، حيث جاءت مبيعاتها فى المرتبة الثالثة بعد الكتب الدينية.

وقال موسى على، مسئول الدار المصرية اللبنانية، هذا العام شهد إقبالا كبيرا على الروايات، خاصة من جيل الشباب، إذ جاء فى الكتب الأكثر مبيعًا روايات "البارمان، 2 ضباط، ونساء القاهرة. دبى، هنا القاهرة، الحرمان الكبير، 313".
وأضاف موسى، أما الكتب السياسية فتراجعت للمرتبة الثانية، وجاء من بين العناوين التى عليها إقبال، هى كتب السيرة الذاتية لشخصيات سياسية، وكذلك الكتب الخاصة بتنظيم الإخوان، وعن الكتب الفكرية والعلمية، فتكاد مبيعاتها لا تذكر لأن قراءها هم أشخاص متخصصون.
ومدير مكتبة تنمية قال، الإقبال هذه السنة على الكتب خفيفة الظل، كما شهدت الروايات نسبة أكبر مبيعات هذه السنة خاصة من الشباب، ومن هذه الروايات "قواعد العشق الأربعون، الجحيم، فهرنهايت، ساق البامبو، وأحببتك أكثر مما ينبغى، ومنافى الرب"، وكذلك روايات أليس مونرو الحاصلة على جائزة نوبل.

ومدير مكتبة "أ" حسام محسن، قال تصدرت روايات الفانتازيا والرعب وجرائم القتل، مبيعات المعرض هذا العام، خاصة مؤلفات أحمد مراد، ونبيل فاروق، ودكتور أحمد خالد توفيق، ورواية عمرو الجندى "313".

وأضاف مدير "أ" كذلك الروايات الرومانسية كانت مبيعاتها جيدة مثل روايات "أحببتك أكثر مما ينبغى" لأثير عبد الله، و"الأسود يليق بك" لأحلام مستغمانى؛ أما الكتب السياسية فقد تراجعت مبيعاتها بشكل كبير.
وأحمد عبد العزيز، مدير مكتبة ديوان، أكد على ما سبق، وقال، الروايات سواء الفانتازيا أو الرومانسية كان لها حظ كبير فى مبيعات المعرض، فتصدرت كتب أحمد خالد توفيق المبيعات، ويليها رواية "الفيل الأزرق" لأحمد مراد، ثم قواعد العشق الأربعون وبعدها جاءت رواية "صولو" للروائية نور عبد الحميد.
وأضاف عبد العزيز، الاتجاه نحو قراءة الرواية هذه السنة ملفت للانتباه، ويؤكد على غضب الشباب من السياسة وأحداثها.
ومدير مكتبة "كتاب" قال أكثر الكتب مبيعًا حتى الآن هى روايات "آليس مونرو" المترجمة والحاصلة على جائزة نوبل هذا العام، يليها كتب السيرة الذاتية.

وأما مدير مكتبة مدبولى كان له رأى مغاير، إذ أكد أن الكتب السياسية مازالت تحتل المركز الأول فى نسبة المبيعات، وقال إن الكتب التى تدور فى فلك الإخوان والجماعات الإسلامية تتصدر مشهد المبيعات وخاصة كتب "سقوط الإخوان" لمصطفى بكرى، و"سر المعبد وأئمة الشر" لثروت الخرباوى، و"تحولات الإخوان المسلمين" لحسام تمام، و"الإسلام السياسى" محمد الدمرداش" و"حكماء صهيون" بهاء الأمير.
وأكد مدير دار الساقى، أن الكتب السياسية لازالت تلقى قبولا لدى الجمهور، وتليها الروايات، إذ كانت أكثر مبيعات الدار كتاب "الدين والسلطة" لمحمد شحرور، و"الشعب يريد" خليل الأشقر، ثم رواية "صولو" لنور عبد الحميد.