النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: معنى الأحقاف

  1. #1
    الصورة الرمزية احمد سامى
    احمد سامى غير متواجد حالياً عضو نشيط
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    7,986

    افتراضي معنى الأحقاف





    بسم الله الرحمن الرحيم
    قال تعالى: {واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم}. سورة الأحقاف. الآية: 21
    كلمة حقف حيّرت الباحثين لأهميتها في تحديد موطن قوم عاد.وقد حددوها عموماً بالرمال العظيمة في الربع الخالي وغيره.وفعل حقف،نرى أن الحرف الأصلي فيه هو الفاء.أي أنه من أصل أف.والقاف أصله سيناً .والحاء ليس إلا نوع من الهمز.فإذن أصل كلمة حقف هو أف .وكلمة أف تحمل معاني الخلق والوجود والظهور والعلو.فالحقف إذن هو جسم رملي هائل ظاهر وبارز على سطح الأرض بالنسبة لغيره. مما تقدم ارى أن أصل حقف هو الخلق والبناء الهائل.أو الآية العظيمة كتعبير عن تلك الكتل الرملية التي ترتفع كالجبال وتمتد مئات الكيلومترات.
    وقد جاء في التفاسير:
    الأحقاف: ديار عاد. وهي الرمال العظام، في قول الخليل وغيره. والأحقاف جمع حقف، وهو ما استطال من الرمل العظيم وأعوج ولم يبلغ أن يكون جبلا، والجمع حقاف وأحقاف وحقوف.
    قال ابن زيد: هي رمال مشرفة مستطيلة كهيئة الجبال، ولم تبلغ أن تكون جبالا. وقال قتادة: هي جبال مشرفة بالشحر، والشحر قريب من عدن، وهو ساحل البحر بين عمان وعدن .وقال مجاهد: هي أرض من حسمى تسمى بالأحقاف. وقال ابن عباس والضحاك: الأحقاف جبل بالشام. وعن ابن عباس أيضا: واد بين عمان ومهرة.وقال الكلبي: أحقاف الجبل ما نضب عنه الماء زمان الغرف، كان ينضب الماء من الأرض ويبقى أثره.
    ولكن قد يكون هناك تفسير أرجح لكلمة أحقاف أراه يتعلق بالماء وليس بالرمال،وقد يكون هو المعنى المراد من الأحقاف. فجبال الرمال أظنها حقف وحقاف وليست أحقاف.
    وقد سمت الشام مصراً بإسم (حقفة) والسبب هو أنهار مصر ،فبلاد حقفة =بلاد الماء. فأظن أن (أحقاف) تدل على الماء كما دلّت (الحقاف) على الرمال. فأرى الأحقاف لهجة مثل : أغراف،أكراف،أصراف،أضراف،وغيرها.ونعلم أن معظم أودية اليمن المتصوبة شرقاً تصب نحو رملة السبعتين ونحو تلك الرمال الجبلية العظيمة ،فتلك المنطقة هي المصب الأعظم حيث يغيض الماء في رمالها.وأظن أن العرب أسمت تلك المناطق بالغائط (المصب والمغيض للسيول الكثيرة) حيث قد يكون الأحقاف لهجة قديمة في آكاب (كبّ الماء) وآصاب (صبّه) وما شابه.وكلمة حسف وحسافة تدل على الفقد والتضييع وكذلك الإسراف ونجد أن هذه الكلمات قريبة لفظياً من الأحقاف (أحساف) أي موضع مغيض الماء وضياعه بالرمال أو وديانه كوادي (الجوف). وكذلك أنطاف (نطفة) و(أعطاف) الوادي قد لا تكون من الإنحناء ولكن من الماء (أصل العطف والرحمة اللغوي من الماء) وقد ذكر القرآن أودية عاد وكيف استقبل العارض (الريح العقيم) أوديتهم،فلعل عاد كانت تسكن عند مساقط جبال اليمن الشرقية حيث ظهرت أقدم قرى اليمن التاريخية.
    الأحقاف هي كلمة قديمة مفردها حقف،الذي هو لهجة عادية في كلمة جوف.ولو جاز لنا جمع جوف بوزن أحقاف لحصلنا على (آجاف) وبهمزة الحاء (أحجاف).والجوف في اللغة هو المطمئن من الأرض ولكن الجوف من فاء الماء (مسيل الماء الواسع ومصبه) وليس أشهر من الجوف باليمن (والذي فيه آثار دولة معين وقراها القديمة) . وكذلك (جوف) لغة في (جعف) مثل: (الصدف والخصوف والقطيف) من فاء الماء (طف/طوفان). (وادي:جُعفى،جعفر=ماء)، وطبعاً الأحقاف (كأنها أجعاف/الآجاف=أمواه) ليست فقط ذلك الجوف الأكبر،ولكن تشمل أجواف أخرى أصغر. فهناك مصبّات تأتي من نحو مرتفعات حضرموت،وهناك سيول تأتي من ناحية مأرب،وغيرها من ناحية تُمنع وهكذا. فالسيول تأتي من الجنوب ومن الغرب ومن الشمال (الجوف الأشهر:الذي به وديان مذاب وخبّ وغيرها مما يأتي من صوب عمران وريدة) وتصبّ جميعها في حوض الرمال العظيم برملة السبعتين وماجاورها مما يعرف بالغائط والمغيض العظيم.فعاد سكنت غير بعيد من مواطن دول اليمن القديمة وربما بنفس مكانها،حيث مهّدت الإستيطان لمن خلفها.فتلك المنطقة نشأت فيها أول وأعظم القرى اليمنية مما يدلّ على النعمة العظيمة التي منحها الله لعاد،حيث أسكنها أجمل بقاع اليمن وأطيبها (وجنتا مأرب بالجوار غنيتان عن التعريف) ،فهناك تنهمر مياه الأودية الآتية من جبال اليمن المحيطة ببلاد عاد وتسيل عليهم من كل حقف وجوف فيحييهم الله وأنعامهم وجنّاتهم بذلك الخير العميم.
    فالأحقاف أراها لهجة قديمة تعني ذلك الحوض الواسع الذي يبتلع سيول اليمن الشرقية أو بالأحرى تلك (الأجواف) (الآجاف) التي تأتي للحوض من كل الجهات (عدا الشرق) .فعاد ربما سكنت في مناطق الأجواف جميعها كما فعلت عواصم اليمن الأولى قديماً (معين،صرواح،مأرب،تُمنع،شبوة) ولكن بزمن عاد كانت كل القرى العادية متحدة في شعب كبير واحد.
    فمدينة إرم ذات العماد،أظنها تتواجد عند تلك الرمال بينها وبين جبال اليمن الشرقية وقريباً من أو عند عواصم اليمن القديمة التي هي فروع عنها.فأتمنى البحث والتنقيب هناك عند رملة السبعتين وفي تلك الأرض الرحبة بينها وبين مساقط جبال اليمن الغربية.وأراها منطقة لا تبعد كثيراً عن قرية معين وبراقش ويثيل وغيرها .فربما هي مدفونة هناك تنتظر من يزيح عنها الرمال لنرى بإذن الله آثار وبقايا مدينة العماد العظيمة وأسس وأطلال الآيات والمصانع التي لم يخلق مثلها في البلاد.




  2. #2
    الصورة الرمزية سمسم
    سمسم غير متواجد حالياً عضو نشيط
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    9,662

    افتراضي

    جزاك الله خيرا


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17