النفس اللوامة ..



لا بد أن أكثرنا يلوم نفسه ربما على أشياء فعلها أو على أخطاء
إرتكبها ربما رغماً عنه أو بدون قصد منه ..

وأحياناً عديدة يبلغ الإحساس بالذنب ذروته ويظن أنه إرتكب
جريمة ما أو تورط في مصيبة ما جعلته يلوم نفسة ويحول حياته إلى جحيم
وقد يكون نوع الخطأ الذي نلوم أنفسنا عليه من الأخطاء التي لا يصح
التفوه بها أو يكون مخالف للتقاليد .. ما يزيد الأمور تعقيداً ..
فعلى سبيل المثال أحد الأصدقاء حاسد وحاقد والجميع يعلم ذلك ولا أحد
يستطيع مواجهته ..لآن المجتمع يرفض هذا النوع من المواجة ويفضل
النفاق والتغاضي .. وهذا يعني أن نكتم مشاعرنا الحقيقية حيال كل الناس
ونغير ما نشعر به ونستمر في الكذب والنفاق ..

ونعيش في دوامة من الضيق والغضب .. قد نحتاج فيما بعد إلى عملية
جراحية لتطهير النفس من عذابات نحملها في أعماقنا مثل السموم تنهش
البدن وتمزقه .. وربما السكوت عليها يؤدي إلى إنهيار نفسي وبدني ..
لأن التصنع يكلفنا الكثير .. ولا يكشف لنا صورة الحقيقة ..

ومن المهم جداً أن نلوم أنفسنا أولاً ونكاشف ذواتنا بعيوبنا قبل أن
نواجه عيوب الآخرين .. فنقد الذات هو الذي يطهر النفس ويعالج
العيوب .. ويجعل الآخرين تتقبل منك النقد مهما كان مؤلماً وعنيفاً
فإن لم تنفس هذا البخار المضغوط في نفسك حتماً سيكون الإنفجار
هائلاً وقوي جدااااااا .. فالأخطاء ورادة في حياتنا وفي بعض الأحيان
تكون ضرورية وعلينا تقويمها بما أنعم الله علينا من عزيمة وهمة..
حتى تكون لدينا الفرصة لإستعادة القوة والحياة والفرح ..