بعد عشر سنوات من ابتكار الباحث الطبى الصينى للسجائر الإلكترونية، إذا كان لديها القدرة على مساعدة بلايين الأشخاص حول العالم للإقلاع عن التدخين، فالبعض يرى أنها تعد إحدى وسائل الإقلاع عن التبغ، والبعض الآخر يوضح أنها تشكل خطورة أكثر من تدخين التبغ، وفى الوقت الذى نجد فيه العديد من الدول تمنع تداولها، نرى على الجانب الآخر تزايد الإقبال عليها وارتفاع معدل استخدامها.

من جانبه، يوضح الدكتور عصام المغازى رئيس جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر واستشارى الصدر والدرن، أن السجائر الإلكترونية ظهرت عام 2004 بالصين، ويتم التسويق لها كبديل للتدخين وهى عبارة عن جهاز إليكترونى يعمل بالبطارية ليوفر جرعات مستنشقة من النيكوتين بتوصيل بخار سائل النيكوتين، ولكن بدون العناصر الأخرى مثل التبغ والقطران وأول أكسيد الكربون.

ويشير إلى أنها عبارة عن أسطوانة فى شكل سيجارة مصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ، بها خزان لاحتواء مادة النيكوتين السائل بنسب تركيز مختلفة، ومع أنها تتخذ شكل السيجارة العادية إلا أنها تحتوى على بطارية قابلة للشحن ولا يصدر عنها دخان.

بل كل ما فى الأمر أن البطارية تعمل على تسخين سائل النيكوتين الممزوج ببعض العطور، مما يسمح بانبعاث بخار يتم استنشاقه ليخزن فى الرئتين.

ويوضح أن آلية عمل السيجارة الإلكترونية تقوم بسحب الهواء يقوم جهاز الاستشعار الموجود فى البطارية بحساب كمية الهواء المتدفق، ومن ثم تشغيل السخان الموجود فى عبوة النيكوتين ليقوم بتبخيره، ويكون هذا البخار بمثابة محاكاة لدخان سجائر التبغ دون وجود عملية احتراق.

ويمنح تدخين هذه السجائر مدخنيها طعم النيكوتين ونكهته، من دون تعريضهم والأشخاص الذين حولهم إلى دخان التبغ، واختفاء الرائحة هو أحد أكبر عوامل الترويج والبيع.

وبعض هذه السجائر الإلكترونية تسمح لمدخنيها بتعديل كمية النيكوتين المستنشق، وحتى إيصاله إلى مستوى الصفر مع مرور الوقت، تمهيداً للإقلاع عن التدخين كلياً، ومع ذلك لا توجد دراسات قيمة حالياً تظهر أن مثل هذه السجائر تتفوق على المنتجات الأخرى الموجودة فى الأسواق حالياً على صعيد مساعدة المدخنين للإقلاع عن هذه العادة.

وقد ثار الكثير من اللغط خلال الفترة الماضية، ما بين مؤيد ومعارض لاستخدام السجائر الإلكترونية، كوسيلة بديلة للسجائر العادية، وصدرت العديد من الأبحاث الطبية التى تؤيد كلا الرأيين وترى منظمة الصحة العالمية، أنه من الخطأ 100% اعتبار أن السيجارة الإلكترونية وسيلة فعالة للتوقف عن التدخين، حيث لم يتم إلى الآن القيام بأية اختبارات علمية لإثبات فعالياتها، لكن لا تستبعد المنظمة أن تكون السيجارة الإلكترونية وسيلة من الوسائل المساعدة على التوقف عن التدخين، ولإثبات ذلك يتطلب الأمر إجراء التجارب الضرورية لمعرفة المخاطر والتأكد علميا من خلوها من تأثيرات جانبية مضرة بصحة الإنسان.

وخلافا لسجائر التبغ فالسجائر الإلكترونية ليست خاضعة حالياً إلى أى تنظيم قانونى مما يعنى أن مكوناتها الأساسية ليست موحدة المواصفات.

وفى هذا الوقت يحاول الباحثون تحديد منافع هذه السجائر وأضرارها لأنها منتج جديد لا نعرف الكثير عنه.

ومن الملاحظ تزايد استخدام السجائر الاليكترونية على المستوى العالمى، خاصة مع تنامى الوعى بخطورة التدخين فى الأماكن العامة، إلا أنها لا تشكل إلا مقدارا ضئيلا من صناعة التبغ التى تصل قيمتها لما يقرب من مائتى مليار دولار.

ويعد الإنترنت هو السوق الأكثر رواجا للسجائر الإلكترونية، خاصة مع عدم تنظيم القوانين لكيفية تداولها وتعد الصين الدولة الأكثر إنتاجا لها، ومن المتوقع ارتفاع الطلب عليها فى العشر سنوات المقبلة، وتقول التقديرات إن السوق العالمية للسجائر الإلكترونية قد تصل إلى عشر مليار دولار بحلول 2017.

وقد حذرت الجمعية الطبية البريطانية من استخدام السجائر الإلكترونية خاصة مع غياب الدراسات العلمية التى تؤكد سلامة مستخدميها، وقد أقر مجلس مدينة نيويورك مؤخراً قراراً يحظر استخدام السجائر الإلكترونية التى شاعت مؤخراً فى الأماكن العامة، ويهدف القرار إلى عدم تشجيع الأشخاص على التدخين، والترويج لصورة المدخن.