انصت وتجرد من آرائك الخاصة.. لتتعلم لغة الحوار الجيد

[احمد ابراهيم]

كثيرٌ من الأفراد فى مجتمعنا لا يعرفون لغة الحوار الجيد القائم على الاختلاف، حيث يتحدث الجميع من منطق "إن لم تكن معى فأنت ضدى" لذا يقدم محمود حسين، خبير التنمية البشرية، مجموعة من الخطوات لتعلم لغة الحوار الجيد مع الآخر.

ويوضح حسين أن الخطوة الأولى لتعلم لغة الحوار هى تحديد الهدف، فعندما تتحدث مع شخص لا تتحدث لمجرد ملأ وقت الفراغ لديك وتضييع الوقت، ولكن تحدث معه لهدف محدد تريد أن تصل إليه، وتكون النتيجة لهذا الهدف هى المكسب والمعلومات لكل المتحدثين أى لا يكون المكسب لك فقط، مضيفاً: "اجعل هدفك دائماً أن تفهم وجهة نظر الآخر وأن توضح له وجهة نظرك لا أن تقنعه بها".

ويشير إلى أن الخطوة الثانية هى قاعدة التجرد من آرائك وانتماءاتك، وهذا يعنى أنه عندما يستمع لك الآخر فإنه يخلط انتماءه وفكره وكل آرائه ويجعلها فى الناحية المضادة لرأيك، وهذا الكلام خطاً تماماً عندما تستمع إلى وجهة نظر أياً كان مضمونها، فعليك أن تتجرد من كل انتماءاتك وكل أفكارك وأن تستمع إلى الكلام، وأنت لديك كامل الاستعداد للاقتناع بصحته، فهذه القاعدة هى أساس الحوار المثمر.

ويؤكد أن القاعدة الثالثة للحوار الجيد هى قاعدة الإنصات، وهذه القاعدة تحتاج أيام وليالى لتعلمها، بمعنى أن تعطى كل من أمامك فرصة للتحدث، بل اتركه يتحدث واستمع له وطبق القاعدتين السابقتين واستمع له بكل إنصات وابحث فى كلامه عن شىء تقتنع به ويكون نقطة التقاء بينكم.

ويضيف قائلاً: "عندما تتحدث يكون لديك فكرة واحدة ولكن عندما تنصت يكون لديك فكرتان، استمتع دائماً بالإنصات للآخرين وعود نفسك على أن تنصت، وتنصت ثم تنصت إلى الشخص المخالف لك".

ويوضح أن القاعدة الرابعة للحوار هى قاعدة التحدث، فلا تتكلم لمجرد الكلام، فالصمت فى أحيان كثيرة يكون أداة قوية لتوصل بها رسالتك، ولكن عندما تتحدث رتب أفكارك وأعرف جيداً إلى من تتحدث ودائماً أبحث عن الحقائق كى تطور كلماتك وأفكارك.

ويشدد على أن القاعدة الخامسة هى "اختلاف الرأى لا يفسد للود قضية"، فاجعل هناك اختلافاً بين الرأى والشخص صاحب الرأى، فعندما تختلف مع شخص اقترح عليه أن تذهبوا لتناول الغداء فى بيتك، وحافظ دائماً على علاقتك مع الأشخاص مهما اختلفوا معك فى وجهة النظر مهما قيل عنهم، فليبقى دائماً الود هو السلاح الأساسى لكسب قلب أحدهم.

[احمد سامى]

سلمت يدك
كل الود والاحترام