فى أى شىء تفكر حين تستيقظ من نومك, وتبدأ يومك؟ أفلا تفكر فى القيام بالأعمال المنزلية, أو التوجه لمقر عملك, أو البحث عن لقمة العيش, أو تلقى العلم, وغيرها الكثير , هل تتوقع أحداثاً معينة يمكن أن تحدث؟ وما نوعها؟ وكيف ستواجهها؟

كل هذا يتوقف على نظرتك الشخصية للعالم المحيط بك, وعلى نوع شخصيتك, وهل أنت من النوع المقبل على الحياة, أم أن هناك أحداثا غيرت اتجاهاتك, وتركت آثارها فى وجدانك, وأثرت على سلوكك, فأصبحت تتحيز وتتعصب وترفض وتكره دون سند أو دليل على صحة سلوكك, مما يؤدى إلى تحديد شكل العلاقة التى تربط بينك وبين الآخرين, حتى قبل أن تلتقى بهم.

فنظرة كل منا تختلف تبعاً لأسلوبه فى التفكير, وإن كان الهدف العام هو استمرارية الحياة, والتواصل مع الآخرين بطريقة تتناسب مع ثقافتنا وظروفنا.

أحياناً ما نجد أنفسنا نفكر بطريقة تحليلية, فنبدأ بالبحث عن أسباب نربط بينها وبين ما نشاهده من أحداث, معتمدين على ما أحتفظنا به فى عقلنا من معلومات, ونسعى للتنسيق بين تلك المعلومات بصورة منطقية توصلنا إلى تلك الأحداث, وقد نقع فى كثير من الأحيان ضحية لخداع نفسى, أو تحت تأثير إحدى الآليات كآلية الإنكار وغيرها.

وأحياناً نفكر بطريقة برجماتية, فنتغاضى عن كثير مما نعتقد أنه قد يعوقنا فى الحصول على ما نرجوه من فائدة.

ومن طرق التفكير التى قد يراها البعض معقدة هى الطريقة التركيبية, لأن صاحبها مبدع يسعى لاستخدام مهارات كل أصحاب الأفكار قدر استطاعته, ليصل إلى ما يريده, أو ما يريد إثباته بطريقة مبتكرة.

فى كثير من الأحيان نلجأ للتفكير المثالى, خصوصاً عندما نتقمص الشخصية الوالدية, فنظهر تمسكاً بالقيم العليا, ونقارن بين الناس, وندعو للمساواة, وإعطاء الفرص للجميع, ومحاولة القضاء على المعاناة لدى البشر.

فى النهاية نضطر إلى أن نكون واقعيين, ننظر إلى المشاكل التى تواجهنا فى الحياة بشكل واقعى, وحتى نتمكن من إيجاد حلول واقعية, نحتاج لعقل منطقى, يحلل, يبتكر, يبدع, وينظر للغد, ويحاول أن يتغلب على المشاكل بمعرفة جذورها للقضاء على أسبابها.

أخيراً, تلك نظرة سريعة لموضوع عميق, فى حاجة لمشاركة كل صاحب رأى أو خبرة , لإثرائه والاستفادة منه, من خلال الحوار الهادئ الصحى, مع الوضع فى الاعتبار أن هناك أنواعاً أخرى من العقول المتفاوتة فى الخبرات, والتجارب, والبيئة, والنشأة, وانعكاس الرؤية بالنسبة للذات وللآخر, واختلاف القدرات العقلية والاتجاهات الفكرية, وإدراكنا أن لولا وجود هذه الاختلافات, لما نمت قدراتنا, وزادت ثقتنا بأنفسنا, ولانهارت حياتنا "فالحاجة أم الاختراع".