كيف تعرف أن ابنك مرشح للتطرف؟


الصفة الأولى : سواء أكان هذا التطرف دينياً أم دنيويا فإننا نستطيع أن نكتشفه مبكراً إذا لاحظنا أن الابن ( متعصب لرأيه ) تعصباً لا يقبل النقاش، حتى ولو نوقش بالأدلة والبراهين فإنه يتمسك برأيه لأنه هو قائله،فتكون ذاته متضخمة ويعتقد أنه هو (الصواب المطلق)...

الصفة الثانية: إذا تبنى رأياً بعد دراسة ورأى أنه الصواب، فلا يستمع للرأي الآخر ولا يعطي فرصة للتفكير والحوار..

أما الصفة الثالثة: فإنها من نتائج ما سبق، وهي (إلغاء الآخرين وإقصائهم)، وذلك من خلال تصرفات عدة كأن يرفض الحوار مع من يخالفه في الرأي، أو يسفه آراء غيره مهما كان كبيراً أو عالماً، وكأنه وحده في الوجود، وقد حدثني أحد المتطرفين التائبين عن هذه الصفة كثيراً، وكيف أنهم يدُربون عليها حتى لا يروا ولا يسمعوا إلا مصدراً واحداً وكأنها مراحل لعملية غسيل الدماغ يمرون بها.

و الصفة الرابعة : فهي (الحكم على الجميع) سواء أكان هذا الحكم بعدم علمهم وفهمهم أو بأنهم كفار، أو الحكم على المسلمين بأنهم خارجون عن الإسلام..

وربما لو كان الابن في سن المراهقة وبدأ طريق التدين المنحرف فإنه ستظهر فيه الصفة خامسة، وهي(اليأس من الحياة):
لأنه ينظر إلى واقعه وواقع المسلمين، ويعتقد أن السلبيات أكثر من الإيجابيات، وأن المسلمين في طريقهم إلى الهاوية والتخلف والبعد عن الإسلام، وطالما أن الحال كذلك فإنه يتبنى منهج التكفير ويلغي مبدأ التفكير،كما أنه يبدأ باليأس من الواقع، ويخرج من هذا اليأس إلى تبني مشروع التكفير للجميع والتفجير من منطلق إيقاظ الناس من سباتهم العميق.

ربما هذه أبرز صفات المتطرفين، وهناك صفات أخرى أهمها (عدم الحوار مع الآخرين)، ولهذا إذا أراد الآباء أن يحموا أبناءهم من مستقبل التكفير أو التفجير فعليهم بتأسيس منهج الحوار داخل البيت وتعميقه في نفوسهم وبيان جمال الدين والتدين وتعميق جوانب الوسطية والاعتدال في الإسلام داخل نفوسهم خصوصا جيل المراهقين لأنه في الغالب (غير متوازن),
وفي مرحلة النضج والتكامل فيحتاج إلى وقت طويل للحوار معه، كما يحتاج إلى حب ورعاية تشبعه عن القيام بأعمال للفت النظر وتأكيد مفهوم الوسطية لديه لأن الإسلام يدعو للوسطية كما قال الله تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس) [ البقرة:143].
فهي أمة العدل والاعتدال التي تشهد في الدنيا والآخرة على كل انحراف يميناً وشمالاً عن خط الوسط المستقيم.
ونسأل الله تعالى أن يحفظنا وأبناءنا من كل انحراف ديني أو دنيوي.