قال جنوب السودان، أمس الجمعة، إنه مستعد لوقف إطلاق النار وسيفرج عن 8 من بين 11 سياسيا متهمين بالضلوع فى محاولة انقلاب على الرئيس سلفا كير، مما ينعش الآمال فى التقدم نحو إبرام اتفاق ينهى الاشتباكات فى أحدث دولة فى العالم.

ولم يرد على الفور أى رد فعل من جانب ريك مشار نائب رئيس الجمهورية السابق، الذى تتهمه الحكومة ببدء القتال الذى امتد بسرعة، ليشمل أنحاء البلاد ويهدد صناعة النفط الحيوية.

وقالت حكومة جنوب السودان فى رسالة على حسابها الرسمى على تويتر "نوافق من حيث المبدأ على بدء سريان وقف إطلاق النار على الفور، لكن قواتنا مستعدة للدفاع عن نفسها إذا تعرضت للهجوم".

وتفجر القتال بين الجنود من الجماعات المتصارعة فى جوبا عاصمة جنوب السودان يوم 15 ديسمبر، ثم انتشرت الاشتباكات بسرعة فى نصف الولايات العشر فى البلاد على أسس قبلية غالبا بين أبناء قبيلة النوير التى ينتمى إليها "مشار" وقبيلة الدنكا التى ينتمى إليها "كير".

ووافق مجلس الأمن الدولى يوم الثلاثاء على زيادة عدد قوات حفظ السلام فى جنوب السودان إلى المثلين إلى 12500 جندى و1323 شرطيا فى محاولة لحماية نحو 63 ألف مدنى يحتمون فى قواعدها.

ويجرى سحب قوات حفظ السلام الإضافية من بعثات قريبة، ووصلت أول التعزيزات إلى جوبا أمس الجمعة وتضم 72 شرطيا من بنجلادش من عملية الأمم المتحدة لحفظ السلام فى جمهورية الكونجو الديمقراطية المجاورة.

وتخشى واشنطن ودول غربية وحكومات أفريقية أن تؤدى الاشتباكات العرقية إلى حرب أهلية تهدد الاستقرار الهش فى المنطقة، وقامت هذه القوى بجهود للوساطة.

ويشير وعد الإفراج عن 8 من بين 11 سياسيا احتجزوا فى أعقاب اندلاع القتال إلى أن حكومة جوبا ربما خففت موقفها بشأن من يتحمل المسئولية.

وقال المبعوث الأمريكى الخاص لجنوب السودان دونالد بوث للتليفزيون مساء أمس الجمعة "أتوقع أن يشاركوا (الثمانية) بعد الإفراج عنهم فى الجهود الرامية لإحلال السلام بشكل بناء وفى حل المشكلات السياسية التى أشعلت هذا الصراع".

لكن هذه الخطوة قد لا تكون كافية لإرضاء مشار، الذى طالب بالإفراج عن جميع المعتقلين كشرط للمفاوضات، وقال المتحدث باسم الرئاسة فى جنوب السودان أتنى ويك أتنى لـ"رويترز": إن وزير المالية السابق كوستى مانيبى ووزير شئون مجلس الوزراء السابق دينق الور والأمين العام السابق لحزب الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكم باقان أموم سيبقون رهن الاحتجاز.

وقال إنه تم بالفعل الإفراج عن اثنين من المعتقلين وتعزز موقف الرئيس كير فى وقت سابق أمس عندما عبرت دول مجاورة لجنوب السودان عن دعمها له قائلة إنها لن تقبل بأى محاولة للإطاحة به وبحكومته المنتخبة ديمقراطيا.

وفى كلمة أمام زعماء إقليميين خلال قمة طارئة حول جنوب السودان عقدتها الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيجاد) ناشد الرئيس الكينى أوهورو كينياتا كل من كير ومشار اغتنام "الفرصة المحدودة السانحة" والبدء فى محادثات سلام.

وقال كينياتا فى بيان وزعته الرئاسة الكينية "ليكن معلوما أننا فى إيجاد لن نقبل عزلا غير دستورى لحكومة منتخبة ديمقراطيا بطريقة سليمة فى جنوب السودان، العنف لم يقدم قط حلولا مثلى".

وقال جيش جنوب السودان إنه استعاد السيطرة الكاملة على ملكال العاصمة الإدارية لولاية أعالى النيل، التى تعد فى الوقت الحالى مصدر كل إنتاج النفط فى جنوب السودان بعد إغلاق حقول النفط فى مناطق أخرى.

وقال المتحدث باسم الجيش فيليب أقوير لرويترز من جوبا فى اتصال هاتفى إن القوات الحكومية "تسيطر على 100% من مدينة ملكال وتلاحق قوات الانقلاب"، ولم يرد تأكيدا لهذا التصريح من مصادر مستقلة.