ـــــــــــ فن الرد ــــــــــ

كان العرب يتفننون في الأدب وينشئون أبناءهم عليه..
ومن فنون الأدب (فن الرد) حتى قالوا لكل مقام مقال)!!!

فذاك هارون الرشيد رأى في بيته ذات مرة حزمة من الخيزران..
فسأل وزيره الفضل بن الربيع:
ما هذه؟
فأجابه الوزير:
عروق الرماح يا أمير المؤمنين.

أتدرون لماذا لم يقل له إنها الخيزران؟ لأن أم هارون الرشيد كان اسمها (الخيزران)
فالوزير يعرف من يخاطب فلذلك تحلى بالأدب في الرد..

وأحد الخلفاء سأل ابنه من باب الاختبار:
ما جمع مسواك؟
فأجابه ولده بالأدب الرفيع:
جمع مسواك هو
(ضد محاسنك يا أمير المؤمنين)..
فلم يقل الولد (مساويك) لأن الأدب قوّم لسانه وحلّى طباعه..
ولما سئل سيدنا العباس رضي الله عنه وعن الصحابة أجمعين:

أنت أكبر أم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فأجاب العباس قائلا":
(هو أكبر مني .. وأنا ولدت قبله عليه الصلاة والسلام) ?

ما أجملها من إجابة في قمة الأدب لمقام رسول الله عليه الصلاة والسلام

فعلينا أن نعير اهتمامنا لهذا الجانب من الخلق والأدب في الرد حتى نضمن جيلاً "راقياً" في فنون الرد..
قال ابن القيم رحمه الله:

من رَفَقَ بعبادِ الله رَفَقَ الله به،
* ومن رحمهم رحمه،
* ومن أحسن إليهم أحسن إليه،
* ومن جاد عليهم جاد الله عليه،
*ومن نفعهم نفعه،
*ومن سترهم ستره،
*ومن منعهم خيره منعه خيره،
*ومن عامل خلقه بصفةٍ .. عامله الله بتلك الصِّفة بعينها في الدنيا والآخرة،
*فالله تعالى لعبده حسب ما يكون العبد لخلقه....

(الوابل الصيب لابن القيم)