يقول أحمد سمير، مدير المدرسة المصرية للتنمية البشرية، إن التشاؤم هو سبب الانقسام المجتمعى إلى هذا الحد المذهل من الاختلاف والتنازع بين فئات المجتمع المتنوعة.

ويضيف: لم نكن نتصور كذلك أن يصل الأمر لهذا الكم الهائل من الصدام الفكرى الدائم والبدنى أحياناً إلى هذا الحد المؤسف، وأن المجتمع المصرى انخدع فى ذاته عن طريق العديد من الأمثلة الشعبية والقناعات الفكرية الخاطئة التى عرفها عن نفسه، وهى فى حقيقة الأمر قناعات خاطئة تجعلنا نسير فى اتجاه فكرى ونفسى معاكس، وتفقدنا القدرة على تحليل أخطائنا، بل وتفقدنا القدرة كذلك على تقبل الآخرين.

ويؤكد "سمير" أن الشخص الذى يؤمن أنه ليس به أى أخطاء، هو أكثر الأشخاص خطئاً على الإطلاق، وهذا لسان حال مجتمعنا ولقد آمنا تماماً أن معدننا الأصيل يظهر وقت الشدة وأننا أفضل شعوب الأرض وأننا أصحاب الحضارة العريقة وأن أطفالنا هم الأشد ذكاء فى العالم، وأن كل مجتمعات العالم لا تستطيع أن تصبح مثلنا وأننا متدينون بالفطرة وغيرها الكثير من المقولات القليل منها صحيح والكثير منها خاطئ.

ويذهب "سمير" إلى أهمية تحليل للتأثير السلبى لهذه الأفكار العامة، من الجانب النفسى والاجتماعى فقط، وكيف أنها تجعلنا بمرور الوقت أشد سوءاً وأقل قدرة على الاندماج والتقدم، وتؤدى بنا للكسل وقلة الإنتاجية وتزيد من رخص دماء المصريين التى تسال كل يوم.

ويؤكد أن ما نريده حقاً هو الإشارة إلى الأخطار التى صنعها الشعب لقد آن الأوان أن نهتم بالمستقبل ونعد له بكل قوانا، وليس أن نتفاخر بالماضى أو نتوهم فى الحاضر.