قال موظفو سجن بولسمور، الذى يقع بالقرب من كيب تاون، حيث أمضى نيلسون مانديلا أربع سنوات، اليوم الجمعة، إنهم تذكروا كيف أبلغهم المسئولون عن سياسة الفصل العنصرى (الأبارتايد)، التى كانت تنتهجها جنوب أفريقيا سابقًا، أن السجين الموجود لديهم كان "إرهابيًا".

وقال ديليكيلى كلاس، المفوض الإقليمى لهيئة السجون الإصلاحية "قيل لنا أنه يجب علينا الحذر لأن الرجل إرهابى.. ولكن مانديلا كان يستفسر عن أحوال عائلاتنا فى ذلك الحين فقد كان مفعما بالإنسانية، وهو الأمر الذى سرعان ما جعلنا نتعجب".

وتذكر كلاس كيف كان رد فعله هو ومسئولى السجن الآخرين لأول مرة، عندما تم نقل مانديلا إلى سجن بولسمور فى عام 1982، بعد أن ظل حبيسًا وراء القضبان فى جزيرة روبن لمدة 18 عامًا.

وادى العشرات من مسئولى سجن بولسمور، الذين التقى كثير منهم بمانديلا، خلال فترة احتجازه بالسجن، الصلوات وأنشدوا الأناشيد والأغانى تكريمًا للزعيم المناضل السابق من أجل الحرية.

وقال كلاس: " لقد سقطت شجرة رئيسية. فالحب لا ينتهى أبدًا ولكن الحياة تنتهى بكل أسف".

وفى حديثه، عن مانديلا استخدم كلاس لقبه "ماديبا" قائلا "مسيرة ماديبا الطويلة قد انتهت واكتملت رحلته ومهمته قد أنجزت".

وأشار كلاس إلى، أن الدروس التى تعلمها المواطنون فى جنوب أفريقيا من مانديلا، خلال حياته لا حصر لها.

وقال كلاس: "حتى فى أكثر المواقف استفزازًَا كان مانديلا يقف شامخًا، ويعمل من أجل العدالة والمصالحة".

وأضاف كلاس: " لقد شجعنا على بناء مجتمع شامل. فإذا عشنا حياتنا بروح مانديلا، سنكون قد أنصفنا سيرته وعملنا بوصيته".