قال خبراء اليوم، الاثنين، إن بيونجيانج عزّزت حملتها الدعائية ضد سول، والتى تدعو الكوريين الجنوبيين إلى الثورة ضد الحكومة، وتتهمها بالعودة إلى ماضيها الاستبدادى.

وأفادت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية للأنباء بأن اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لإعادة توحيد الوطن الكورية الشمالية، كانت قد حثّت الكوريين الجنوبيين الشهر الماضى على مواجهة حكومتهم، قائلة إن الجنوب يشهد إحياء لحقبة دستور "يوشين" الاستبدادية.

وبموجب دستور يوشين فى سبعينيات القرن الماضى، وسّع رئيس كوريا الجنوبية الأسبق بارك تشونج هى، والد الرئيسة الحالية بارك كون هيه، سلطاته بشكل كبير وخاصة ضمان رئاسته للبلاد مدى الحياة، وحكم الرئيس الأسبق قبضته على السلطة 18 عاما قبل اغتياله عام 1979 فى انقلاب.

وأضافت يونهاب أن عدة منظمات كورية شمالية حذت حذو "الجبهة الديمقراطية لإعادة توحيد الوطن"، ومن بينها مجلس الطلبة فى بيونجيانج ومنظمة المرأة واتحاد المزارعين، حيث دعت إلى حملات مناهضة للحكومة فى سول.

وذكرت صحيفة رودونج سينمون، لسان حال "حزب العمال الكورى" الشمالى، أيضا أن "النضال الشامل" سيؤدّى إلى "يوم الحساب" للخونة.

كما طالبت المنظمات الكورية الشمالية بإلغاء قانون الأمن الوطنى الكورى الجنوبى المناهض للشيوعية، قائلة إن القانون هو "الوسيلة الأولى" التى تستخدمها إدارة بارك لقمع شعبها.

ومن ناحية أخرى، نقلت يونهاب عن بعض الخبراء القول إن الدعوات التى تهدف للتحريض على الاضطراب قد تكون محاولة للضغط على حكومة سول لتبنى موقف أكثر استرضاء لبيونجيانج.

وقال يانج مو-جين، الخبير السياسى الكورى الجنوبى فى جامعة الدراسات الكورية الشمالية، إنه "على ما يبدو تحاول كوريا الشمالية خلق فتنة داخلية فى كوريا الجنوبية، وهو ما سيشكّل عبئا على حكومة بارك كون هيه".

وأضاف أن "الشمال يهدف من وراء ذلك إلى حمل حكومة بارك على تغيير سياستها إزاء بيونجيانج"، وذكرت يونهاب أنه فى تناقض صارخ للحرب الكلامية المستمرة بين الدولتين، اتخذت بيونجيانج عدة "خطوات تصالحية" تجاه سول، مثل السماح لفنيين كوريين جنوبيين ببدء العمل اليوم، الاثنين، لوضع نظم لاسلكية لنقل البيانات على الحدود من أجل المجمع الصناعى المشترك "كايسونج الذى يعدّ رمز التقارب الوحيد المتبقى بين البلدين".