الكتابة بالعامية أمر شاق ومنهك، وهو تحد لا يقبله كل كاتب، حيث جماليات العامية مختلفة بشدة. وفق شروط العامية المصرية وتحدياتها، ينسج الصحفى هشام يحيى أولى أعماله الإبداعية رواية "قبض الريح.. أيام وراحت" فتأتى تنويعات الرواية فى خمس وعشرين حكاية، تتعامل مع الزمن وفق بساطة العامية، فالكاتب ينقلنا بين الزمن وكأننا فى آلة الزمن، فتأتى جملة تكون فى الماضى البعيد، الأربعينيات وما قبلها، ثم فى جملة أخرى نجد أنفسنا فى الثمانينيات، ليست هناك معايير لهذه اللعبة الزمنية غير الحكاية وانتقال أبطالها من زمن لآخر.

تصدر الرواية عن دار روافد خلال أيام معدودة، حيث يقدم يحيى عمله وكأنه تحقيق صحفى فقط هذه المرة يغوص بداخل الروح، ويحكى ما وراء التفاصيل، معتمدًا على شخصيات حقيقية، فى كثير من الحكايات، وقد بدأ يحيى بنشر حكاياته على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك، قبل أن يشرع فى نشرها فى عمل روائى يجمعها.

يختار يحيى العامية لتكون وسيطة للتعريف بقارئ نوعى مختلف عن قارئ الجرائد، حيث يكسر كل الحواجز بينه وبين المتلقى، فلا لغة فصحى بجماليات قد تكون معقدة فى بعض الأحيان، ولا إيهام كبير، الأحداث تحدث فيشعر كل قارئ أنه طرف بها، وهو ما أراده المؤلف.