ّ~ّ سجود الجبال و الشجر و الكواكب ّ~ّ



السؤال : يقول الحق تبارك وتعالى : " ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس
والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب.... " "18 - سورة الحج". فلماذا اختص الله الشمس والقمر والنجوم مع ان هذه
الكواكب داخله في قول " من في السموات ومن الأرض " " 18 - سورة الحج ".

وما كيفية سجود الجبال والشجر والكواكب ؟؟



** يجيب الشيخ زكريا نور من علماء الأزهر الشريف : في هذه الآية الكريمة يخبرنا الحق تبارك وتعالى
انه وحده المستحق للعبادة فانه يسجد لعظمته كل شيء طوعا وكرها
وسجود كل مخلوق فيما يختص به و نص على هذه الاجرام العظمى من سائر الجبال والأشجار والحيوانات
لأنها تسجد لعظمته سجود انقياد وخضوع ..
قال الحافظ ابن كثير: وخص الشمس والقمر والنجوم بالذكر لأنها قد عبدت
من دون الله فبين أنها تسجد لخالقها وأنها مربوبة مسخرة .


وكيفية سجود الجبال والشجر ظلالهما عن اليمين والشمائل قال تعالى : " أو لم يروا إلى ما خلق الله
من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون" "48 - سورة النحل".

روي الإمام الترمذي وابن ماجة وابن حبان عن ابن عباس قال : جاء رجل فقال : يا رسول الله اني رأيتني الليلة و أنا نائم
كأني أصلي خلف شجرة فسجدتُ فسجدت الشجرة لسجودي فسمعتها وهي تقول : اللهم اكتب لي بها عندك أجرا
وضع عني بها وزرا واجعلها لي عندك ذخرا وتقلبها مني كما تقبلتها من عبدك داود .
قال ابن عباس فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سجدة ثم سجد فسمعته يقول مثل ما قالت الشجرة في سجودها .


أما الشمس وبقية الكواكب فالجميع يسجد لله سبحانه يتجلي ذلك واضحا في الحديث
الذي رواه الإمام البخاري ومسلم عن أبي ذر رضي الله عنه قال :
قال لي رسول الله صلي الله عليه وسلم :
يا أبا ذر : " أتدري أين تذهب هذه الشمس ؟
قلت الله ورسوله أعلم قال : فانها تذهب فتسجد تحت العرش ثم تستأمر فيوشك أن يقال لها ارجعي من حيث شئت "

وقال أبو العالية : ما في السماء نجم ولا شمس ولا قمر إلا ويقع ساجدا لربه حين يغيب ثم لا ينصرف
حتي يؤذن له فيأخذ ذات اليمين حتي يرجع إلي مطلعه .


وصدق الله تعالى حين يقول : ( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم ) "44 - سورة الإسراء".