تسبيح الحصى ..

عن أبي ذر رضي الله عنه قال : كنت رجلاً ألتمس خلوات النبي الله صلى الله عليه وسلم لأسمع منه أو لآخذ عنه ، فهجرت يومًا من الأيام ، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج من بيته ، فسألت عنه الخادم فأخبرني أنه في بيت ، فأتيته وهو جالس ليس عنده أحد من الناس ، وكأني حينئذ أرى أنه في وحي ، فسلمت عليه ، فرد علي السلام ثم قال : ما جاء بك ؟ فقلت : جاء بي الله ورسوله ، فأمرني أن أجلس ، فجلست إلى جنبه لا أسأله عن شيء لا يذكره لي ، فمكثت غير كثير فجاء أبو بكر يمشي مسرعًا فسلم عليه فرد السلام ثم قال : ما جاء بك ؟ قال : جاء بي الله ورسوله .

فأشار بيده أن أجلس فجلس إلى ربوة مقابل النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينها الطريق ، حتى إذا استوى أبو بكر جالسًا ، فأشار بيده ، فجلس إلى جنبي عن يميني ، ثم جاء عمر ففعل مثل ذلك ، وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك ، وجلس إلى جنب أبي بكر على تلك الربوة ، ثم جاء عثمان فسلم فرد السلام وقال : ما جاء بك ؟ قال : جاء بي الله ورسوله ، فأشار إليه بيده ، فقعد إلى الربوة ، ثم أشار بيده فقعد إلى جنب عمر ،


فتكلم النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة لم أفقه أولها غير أنه قال : قليل ما يبقين ، ثم قبض على حصيات سبع أو تسع أو قريب من ذلك ، فسبحن في يده حتى سمع لهن حنين كحنين النخل في كف النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم ناولهن أبا بكر وجاوزني فسبحن في كف أبي بكر ، ثم أخذهن منه فوضعهن في الأرض فخرسن فصرن حصى ، ثم ناولهن عمر فسبحن في كفه كما سبحن في كف أبي بكر ، ثم أخذهن فوضعهن في الأرض فخرسن ، ثم ناولهن عثمان فسبحن في كفه نحو ما سبحن في كف أبي بكر وعمر ، ثم أخذهن فوضعهن في الأرض فخرسن .

حسن : أخرجه البيهقي في الدلائل ، ورواه السيوطي في الخصائص الكبرى ، وعزاه للبزار والطبراني في الأوسط وأبي نعيم .