حكى أن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه وهو مشهور بالسخاء ، مر على بستان ، فرأى فيه عبداً من العبيد ، يعمل فيه ، ويجمع التمر ،
فجاءه ابن سيده برغيفين ليأكل فجلس العبد ليأكل ، فرأى كلباً قد أقبل نحوه ، يهمهم ويحرك ذنبه ،
فألقى إليه برغيف فالت
همه سريعاً واقترب منه يحرك ذنبه ـ أيضاً ـ فرمى إليه بالرغيف الثاني وقام لعمله ! .
فعجب عبد الله بن جعفر من فعل هذا العبد ! واقترب منه وسأله : يا غلام كم قوتك كل يوم ؟
قال العبد : هو ما رأيت . قال عبد الله ولم آثرت بهما هذا الكلب ؟.
قال العبد : إن أرضنا ليست بأرض كلاب ، وعلمت أن هذا الكلب ما ساقه إلينا إلا الجوع ،فآثرته على نفسي .
قال عبد الله : وكيف تصنع بنفسك هذا اليوم ؟.
قال العبد : أطوي هذه الليلة أي : أبيت على الجوع .
قال عبد الله : يلومني الناس على السخاء ! وهذا الغلام أسخى مني ،
فذهب عبد الله بن جعفر إلى سيد هذا الغلام وطلب منه أن يبيعه غلامه هذا ،
قال سيد الغلام : ولم تريد شراءه ؟ فأخبره بما رأى منه ، وانه يريد شراءه وعتقه ،
وشراء البستان وإهداءه إليه ،
فقال له السيد : أنت تريد أن تفعل به ذلك ، بهذه الخصلة الواحدة ،
ونحن لا نزال نرى منه العجائب كل يوم !. أشهد أنه حر لوجه الله تعالى وأن البستان هبة مني إليه