قالت شبكة (إيه بى سى نيوز) الإخبارية الأمريكية إن سمعة البرازيل "باتت على المحك" فى إطار استعدادتها لاستضافة بطولة كأس العالم العام المقبل، ودورة الألعاب الأوليمبية الصيفية عام 2016، وذلك فى أعقاب انهيار سقف ملعب "كورنثنيانز أرينا" فى مدينة ساو باولو، والذى سيشهد إقامة مباراة افتتاح البطولة، الأمر الذى يدفعها إلى ضرورة تعزيز ملفها لتنظيم البطولة الذى سيخضع لضغوط متزايدة وتدقيق شديد من قبل الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا".

وأضافت، فى سياق تقرير مطول نشرته على موقعها الإليكترونى اليوم الخميس، أن وفاة اثنين من عمال البناء جراء انهيار سقف الملعب يسلط الضوء على الضغوط الملقاة على عاتق البرازيل جراء تنظيم حدثين من أكبر الأحداث الرياضية على مستوى العالم، مع التزامها بمواعيد نهائية وتوقعات كبيرة بتنظيمهما على أكمل وجه.

وأردفت "لقد أثارت الاحتجاجات العنيفة فى يونيو الماضى خلال بطولة كأس القارات- والتى تعتبر إعدادا لبطولة كأس العالم- التساؤلات حول أسباب قيام البرازيل صاحبة الاقتصاد بطىء النمو والتفاوت الاجتماعى الكبير، بإنفاق 15 مليار دولار على تنظيم بطولتى كأس العالم والأوليمبياد الصيفية فى ريودى جانيرو 2016"، لافتة إلى أن ذلك الحادث يأتى قبيل وصول وفود الدول المشاركة فى البطولة لحضور مراسم القرعة الأسبوع المقبل.

وأشارت الشبكة إلى أن مسئولين فى اللجنة الأوليمبية الدولية فى مدينة ريودى جانيرو قد عقدوا أمس الأربعاء اجتماعات على مدار يومين، ومن بينهم المدير التنفيذى للجنة جيلبرت فيلى، وعضوة اللجنة المغربية والعداءة السابقة نوال المتوكل، مع رئيس لجنة التفتيش التى تراقب تقدم العمل داخل الملاعب المستضيفة للبطولة.

واستشهدت الشبكة برأى الخبير السياسى فى جامعة "رايس" الأمريكية مارك جونز، الذى قال "إن تلك الأحداث بها الكثير من الجوائز والمكافآت غير أن ثمة كثير من المخاطر قد تؤدى إلى نتائج سيئة وتدمر الهدف الأكبر منها، فعلى سبيل المثال انتشار العنف أو عدم أهلية البنية التحتية من ملاعب ومقرات إقامة لاستضافة الأحداث الكبرى جميعها أمور من شأنها إفشال البطولة".

وذكرت الشبكة أن الاستعدادات للحدثين قد شابتها الكثير من الأخطاء منها التأخيرات والحوادث المختلفة والضغوط المستمرة بضرورة الإسراع فى إنهاء أعمال الإنشاء فلا أحد ينكر أن الحدثين سيقاما فى موعدهما لكن بأى ثمن ومن سيدفع ذلك الثمن؟

ووجهت انتقادات إلى منظمى بطولة كأس العالم لاستخدامهم 12 ملعبا فى الوقت الذى يطلب فيه "فيفا" ثمانية ملاعب فقط لاستضافة البطولة، ومن بينها 4 ملاعب فى كل من برازيليا وناتال وكويابا وماناوس تعتبر "عديمة القيمة" على حد وصف الشبكة- مستشهدة بتصريحات ساخرة أطلقها أحد القضاة فى ولاية الأمازون، حيث اقترح أن يتم استخدام ملعب مدينة "ماناوس" لتأهيل السجناء لاحقا.

وألمحت أن تكلفة ترميم الملاعب الجديدة تبلغ 5,3 مليار دولار أمريكى غير أن زيادة التكاليف والتأخيرات وصراعات العمل رفعت ذلك السعر بمقدار 430 مليون دولار إضافية العام الماضى، الأمر الذى قد يضر برئيسة البرازيل ديلما روسيف وترشحها للانتخابات بعد انتهاء البطولة مباشرة، حيث يمكن أن تتعرض لمصاعب إذا خرجت الاحتجاجات أثناء البطولة عن السيطرة مثلما حدث أثناء كأس القارات، مما اضطر الشرطة والجيش لاستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطى مما أسفر عن سقوط ستة قتلى.

وأشارت الشبكة إلى مخاوف العديد من المشجعين من السفر إلى البرازيل، فكبر مساحتها يجعل خدمات السكك الحديدية محدودة داخلها، فضلا عن وجود شبكات طرق متهالكة لا يمكن استخدامها فى التنقل بين المدن المختلفة، الأمر الذى يجعل الطيران هو البديل الوحيد أمام أغلبية الراغبين فى السفر إلى هناك والتنقل.

وتقدر أعداد الأجانب الذين سيسافرون لحضور مباريات البطولة بزهاء 600 ألف شخص وما لا يقل عن 3 ملايين برازيلى، تطاردهم العديد من المشكلات، ومنها ارتفاع أسعار فنادق الإقامة (والتى قيل أنها زادت بنسبة 500%)، فضلا عن مخاوف انتشار الجرائم فى الكثير من المدن البرازيلية.

وأشارت الشبكة إلى أن مشكلة التلوث هى إحدى المشكلات التى تهدد استعدادات مدينة "ريودى جانيرو" للأوليمبياد الصيفية، فوفقا لتقارير إعلامية فالمدينة تعانى من ارتفاع شديد فى معدل تلوث المياه حولها، والتى ستستضيف مسابقات الشراع والتجديف ومنافسات "الترياتلون" ومسابقات السباحة فى المياه المفتوحة، فضلا عن أن ما يقرب من 70% من الصرف الصحى فى المدينة يدخل إلى المياه دون أن يخضع للمعالجة.