تلجأ الكثيرات من الأمهات إلى ترك أبنائهن أمام قنوات الكارتون وقنوات برامج وأغانى الأطفال، لكى تلهوهم وتتخلص من بكائهم، حيث تجذب هذه القنوات الأطفال بما تقدمه من رسوم متحركة أو من أغانٍ للأطفال، غير مدركات للمخاطر النفسية التى تخلفها هذه القنوات فى نفسية الأطفال، كما يقول الأخصائى النفسى "على عبد الباسط".

وأضاف "عبدالباسط"، أن الأمر الظاهر للأهل أن هذه القنوات تقوم بجذب انتباه الأطفال بصورة كبيرة، وتجعلهم يصبحون أكثر هدوءاً وأقل بكاءً، كما قد يعتقدن أنها تساعد فى تعليمهم بعض المعلومات بطرق مبسطة وتزيد من نسبة زكائهم، إلا أنه على الرغم من كل هذه المميزات، فإن هذه القنوات لها العديد من الأضرار النفسية على شخصية الطفل.

ويوضح، يبدأ انجذاب الطفل لهذه البرامج مع الصور التى تعرضها بسرعة كبيرة مثل الكارتون الذى يكون عبارة عن رسوم متحركة ذات "ألوان زاهية" تجذب معها انتباه الطفل، إلا أنه فى الحقيقية لا يستطيع الطفل أن يحتفظ بكل هذه الصور مرة واحدة، مما يؤدى بالطفل إلى محاولة التركيز أكثر لفهم محتوى هذه الصور، ومحاولة تقليد ما يستطيع لأن يقلده منها، إلا أن هذا التركيز يؤدى أيضاً إلى قلة تحدث الطفل، بالإضافة إلى حدوث تشتت فى تركيز الطفل على أى شىء خارج نطاق شاشة التليفزيون".

وهو ما يؤدى إلى بعض الأمراض حذر منها الإخصائى النفسى، مثل تعثر النطق، وتشتت الانتباه والعيش فى عالم من الخيال مع هذه الشخصيات الكارتونية، والذى قد يؤدى إلى حدوث أعراض توحد، وخاصة مع الأطفال الذين لم يبدؤوا الكلام بعد أو فى بداية مرحلة النطق.

وأشار "عبد الباسط"، إلى ضرورة أن يقوم الأهل باختيار البرامج التى تتناسب مع عقلية الطفل بالإضافة إلى تحديد الوقت الذى يقضيه الطفل أمام شاشة التليفزيون، فليس المقصود هنا المنع بقدر أن المطلوب هو الملاحظة الدقيقة والانتقاء لنوعية البرامج، كما نصح "عبد الباسط" الأهل بضرورة أن يتحدثوا مع الطفل عما شاهده فى التليفزيون على أن يقوموا بتحديد الشىء الحقيقى من الشىء الخيالى، حتى لا يلتبس الأمر على الطفل وتتداخل معلوماته معاً، كما أن التحدث يساعد أيضاً على خروج الطفل من حالة الصمت التى تنتج عن المتابعة المستمرة لبرامج الكارتون.