يعتقد البعض أن التسامح يعتبر تنازلا عن الحقوق، ويراه آخرون أحد مظاهر الضعف وانعدام الشخصية، حيث يشك البعض أن الشخص المتسامح، شخصية قابلة للاستهزاء بها بسهولة ولا يدرك الكثيرون الفرق الكبير بين التسامح الذى يعتبر من أسمى الصفات وأكبر الدلالات على قوة الشخصية واتزانها، وضعف الشخصية.

يقول ساهر سراج الدين، المحاضر بالنقابة العامة لمدربى التنمية البشرية: الشخصية القوية هى الشخصية القادرة على احترام أخطاء الآخرين والتغاضى عنها، لأنها تدرك تماماً معنى لحظات الضعف وتحترمها وتقدرها، وتدرك أن لكل منا لحظات خطأ فلا يوجد مبرر إطلاقاً لإنهاء علاقة أو تدهور علاقة نظراً لارتكاب أحد طرفيها خطأ ما.

و تساءل: "سراج الدين"، لماذا لا نرى أن اعتذار الطرف الآخر سبباً كافياً لتقبل العذر والتسامح والتغاضى، عما حدث فمجيئه معتذراً دلالة على إدراكه أنه أخطأ فى حقك أنه لا يريد أن ينهى علاقته أو أن تتدهور علاقته بك, فلا يرى الكثير أن التسامح يعمل على تنقية النفس من الهموم والطاقات السلبية التى تسبب الحزن الداخلى الذى لا يرى الكثير منا له سبباً، مما ينغص عليه حياته ويفقده الاستمتاع بها.

ويضيف: ديننا الحنيف جعل الأفضلية لمن يبدأ بالسلام فى حالة التخاصم، وجعل الفجور فى التخاصم صفة من صفات المنافقين.. فقال الرسول الكريم "وإذا خاصم فجر"، وبالتالى فالرد على المعاملة السيئة بالأفضل منها يجعل الآخر يقدرك ويخجل من فعله بل يبادر بالاعتذار.

وفى النهاية يقدم "سراج الدين" قاعدة ذهبية، وهى: لا قيمة لحياة حزينة مليئة بالمنغصات المفتعلة يكفينا ما نواجهه من متاعب حياتية مادية وغيرها كفيلة بإهدار أوقات سعاتنا المرجوة فلا تجعل عدم قدرتك على التسامح مع الآخرين سبباً من منغصات الحياة.