أقام المجمع العلمى بالقاهرة، أمس، ندوة دولية حول قناة السويس وفرنسا حضرتها شخصيات مهمة فى مصر والعالم من بينهم ارنو راميير فوارتينيه رئيس جمعية أصدقاء قناة السويس وجون جاك لافول المستشار الثقافى الفرنسى وفليب كابرون المستشار التاريخى للجمعية وفيليب شيفرال ممثل عن المعهد العلمى الفرنسى للآثار الشرقية والأمير عمر طوسون حفيد الأمير عمر طوسون الكبير وحرمه والفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس والدكتور فاروق إسماعيل نائب رئيس المجمع العلمى المصرى والدكتور عبد الرحمن الشرنوبى أمين عام المجمع العلمى والدكتور عماد أبو غازى وزير الثقافة الأسبق والشاعر فاروق جويدة.

وأعلن دكتور فاروق إسماعيل نائب رئيس المجمع العلمى، أن الدكتور أحمد يوسف الأستاذ بجامعة السوربون يعكف الآن على ترجمة مذكرات نابليون فى مصر والتى سيصدرها المجمع قريبا وتتناول حكاية حفر قناة السويس فى فكر نابليون بونابرت وأكد إسماعيل أن الشعب الفرنسى والإدارة الفرنسية أسهما فى إعادة المجمع العلمى إلى دوره مثلما أسهما فى تأسيسه عام 1798 وأن الخبرة الفرنسية أسهمت فى إنجاز مشروع إعادة المجمع العلمى وتعجب من وجود جمعية لأصدقاء قناة السويس فى فرنسا وعدم وجود نظير لها فى مصر وناشد الدكتور الفريق مميش أن يتم إنشاء هذه الجمعية ليكون دورها مكملا لمتحف قناة السويس الذى افتتح مؤخرا حتى لا تضيع الملحمة الكبرى لتاريخ حفر قناة السويس. وأشاد بالدور الذى قامت به القوات المسلحة المصرية والمشير حسين طنطاوى لإنقاذ المجمع العلمى بعد الحريق الذى تعرض له عام 2011.

وشكر فاروق إسماعيل كل من الأمير عمر طوسون وارنو راميير فوارتينيه رئيس جمعية أصدقاء قناة السويس لمشاركتهما فى إنقاذ المجمع العلمى وكل الشخصيات التى حضرت من فرنسا للمشاركة فى افتتاح المجمع ووضع حجر الأساس لمتحف قناة السويس.
والقى الدكتور أحمد يوسف، محاضرة عن فكرة حفر قناة السويس فى الفكر الأوروبى قبل عصر ديليسبس من أمراء البندقية إلى بونابرت وما اسماه بذور فكرة حفر قناة السويس فى فكر بونابرت مؤكدا أن حفر قناة السويس فى الفكر الغربى ليس معروفا فى مصر والذى كان ثالث أمر وجهته الحكومة الفرنسية لنابليون بونابرت ضمن تسعة قرارات أخرى تخص الحملة على مصر واستعرض يوسف تاريخ الطرق التى تم التفكير فيها لربط العالم ببعضه فى تلك الآونة وقبلها وقال أنه المرة الأولى التى تم فيها تقديم فكرة حفر قناة السويس رسميا وعلى الورق كانت أيام السلطان قنصوة الغورى لكن الفكرة بدأت مع لويس الرابع عشر.

وشكر الدكتور فاروق إسماعيل الدكتور أحمد يوسف مؤكدًا أنه للمرة الأولى يسمع أن الحملة الفرنسية أتت لحفر قناة السويس وأن هذا كان هدف اساسى من أهدافها وأكد أن مأزق التاريخ المصرى انه يفتقد الكثير من السطور الهامة التى لم تتم كتابتها حتى ألان وأكد أن ترجمة يوف لمذكرات نابليون ستصحح للمصريين الكثير من التاريخ الذى لا يعرفوه. وشكر الفريق مهاب ووصفه بأحد أبطال المجلس العسكرى الذين أنقذوا المجمع العلمى وأعادوه لدوره.

وعقب اللقاء تم عرض جزء من فيلم "الحلم الأمبراطورى" الذى يعرض لأول مرة فى العالم ويروى يوميات نابليون بونابرت فى القاهرة خلال الحملة الفرنسية. وهو فيلم وثائقى فرنسى سيعرض فى باريس فى رأس السنة القادمة ويظهر الفيلم، كما قال احمد يوسف، كيف كان نابليون يتعامل مع المصريين ويتفاعل معهم فى الحياة اليومية , وانتقد قيام ممثل إيرانى بدور الجبرتى وفى الجزء إلى تم عرضه من الفيلم، حيث حالت أجهزة العرض فى المجمع دون عرض الفيلم كاملا لأعطال فنية بها، يقول بونابرت: أن الإسكندرية وقت إن أتت إليها الحملة الفرنسية كانت مدينة تعسة فقيرة وأنه لم يأت لاحتلالها وإنما لتحريرها من المماليك وتناول أيضا فكرة احترام نابليون للدين الإسلامى وأنه كان معجبا بالنبى محمد صلى الله عليه وسلم وبأنه استطاع إنشاء إمبراطورية ضخمة وهو نفس الحلم الذى كان يراود نابليون وتحدث عنه فى روايته " قناع النبى ".