بدايته أنه كان جنديا فى جيش طالوت وقد قتل قائد الأعداء جالوت وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت "ونتيجة علمه وشجاعته اصطفاه الله رسولا أعطاه الحكمة وهو الوحى الذى يحكم به و الملك والمراد اختاره خليفة فى الأرض بعد طالوت وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء "وقال بسورة ص"يا داود إنا جعلناك خليفة فى الأرض "وقد بين الله لدواد عليه السلام شروط الحكم وهى الحكم بالعدل بين الناس وهو حكم الله وعدم اتباع الهوى وهو شهوات النفس كما بين له أنه لو أطاع الهوى فسيكون له عذاب شديد وفى هذا قال تعالى بسورة ص"يا داود إنا جعلناك خليفة فى الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب "وقد أعطى الله داود عليه السلام التالى :
-الحكمة وهى فصل الخطاب وهو الوحى الإلهى وفى هذا قال تعالى بسورة ص"وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب "وقال بسورة النساء "وأتيناه داود"
-شدة الملك وهى قوة الدولة وفى هذا قال بسورة ص"وشددنا ملكه " .
-تسخير الجبال تسبح معه وقت الشروق ووقت الغروب وفى هذا قال بسورة ص"إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشى والإشراق "وقال بسورة سبأ "ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبى معه ".
-اجتماع الطير معه للتسبيح معه وقت الشروق ووقت العشى وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ"ولقد أتينا داود منا فضلا يا جبال أوبى معه والطير ".
-إلانة الحديد له وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ"وألنا له الحديد "وقد علم الله داود صنعة اللبوس أى لباس الحرب من الحديد الذى يحميهم من ضربات الأذى وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء "وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم "وهذا اللباس الحربى أى السابغات كانت مصنوعة بمقادير معينة من الحلقات الحديدية المسماة السرد وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ"وألنا له الحديد أن أعمل سابغات وقدر فى السرد ".
قصة النعاج :
فى أحد الأيام وبينما كان داود عليه السلام فى المحراب تسلق جدران المحراب خصمان ثم دخلوا على داود فخاف منهم فقالوا :لا تخشى أذى منا،نحن خصمان ظلم بعضنا بعضا فاقضى بيننا بالعدل ولا تظلم وعلمنا الصراط المستقيم ،ثم قال المظلوم له:إن هذا أخى له 99 نعجة ولى نعجة واحدة فقال لى سلمها لى وألح على فى الحديث فقال له داود عليه السلام لقد بغى عليك بطلبه ضم نعجتك لنعاجه وإن كثيرا من الشركاء ليظلم بعضهم بعضا إلا الذين صدقوا وفعلوا الحسنات وقليل ما هم ،وبعد هذا ظن داود عليه السلام أنما أسقطناه وهو ظن خاطىء لذا استعفى الله وتاب فتاب الله علينا وفى هذا قال تعالى بسورة ص"وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب إذ دخلوا على داود ففزع منهم فقالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط إن هذا أخى له تسع وتسعون نعجة ولى نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزنى فى الخطاب قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغى بعضهم على بعض إلا الذين أمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب فغفرنا له ذلك " .
فتن داوود عليه السلام بأمراه و استنزل زوجها وارسله للحرب ، حتى يتزوجها داوود وكان له 99 زوجه وكان يرسل زوجها للقتال في الحرب حتي يموت ويتزوجها هو – فبعث سبحانه وتعالي ملكين لداوود على هيئه بشر ليحكموا بينهم فى هذه القصه بأن كان لواحد منهم 99 نعجة وللأخر نعجة واحدة فطمع الذي معه 99 بالنعجة الواحدة التي مع الاخر ، فأمر داوود صاحب ال99 نعجه برد النعجه للأخر ، فأدرك داوود عليه السلام حكمة الله عز وجل فى هذه القصه التي تشبه قصته بأن له 99 زوجه وطمع فى زوجه الرجل الاخر
وأستغفر داوود عليه السلام رب وتاب لله . ( ذكرت فى سورة ص ).