يتوافر كتاب "زايد.. رجل بنى أمة" الصادر عن المركز الوطنى للوثائق والبحوث بوزارة شئون الرئاسة، فى معرض الشارقة الدولى للكتاب فى دورته الثانية والثلاثين بجناح وزارة شئون الرئاسة، ويروى الكتاب الذى فاز بجائزة أفضل كتاب مترجم عن الإمارات فى المعرض، جوانب تفصيلية من حياة الشيخ زايد بن سلطان، طيّب الله ثراه، تدعمها العديد من الصور الأرشيفية الفريدة التى تعزز مضمون الكتاب.

وقدّم للكتاب الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شئون الرئاسة، رئيس مجلس إدارة المركز الوطنى للوثائق والبحوث، وذكر فى تقديمه للكتاب: "تقاس عظمة الرجال بما قدموا لأمتهم وللإنسانية من جلائل الأعمال وفضائل الآثار، وما تركوا من إنجازات تزدهر بها البلاد، ويسعد فى ظلها العباد، فى أجواء من الأمن والأمان، والطمأنينة والسلام. لقد كان الراحل العظيم الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان- طيّب الله ثراه- أحد أعظم القادة؛ فقد أسس وطناً، وعمّر بلداً على أسس راسخة من قيم الإيمان، وقواعد صلبة من المبادئ الإنسانية النبيلة، والأعراف والعادات الإسلامية العربية بالتعاون مع إخوانه حكام الإمارات، وبمباركة وتأييد من شعبها.. إن كتاب "زايد.. رجل بنى أمة" يكشف عن جوانب كثيرة من سيرة الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، ويبرز بالأحداث والوقائع جوهره النفيس".

ويُعدّ كتاب "زايد.. رجل بنى أمة" بما وثقه من جلائل الأعمال وفضائل الآثار امتداداً لما حفلت به حياة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، من مجريات وأحداث وثّقها كتاب "زايد من التحدى إلى الاتحاد" الذى يتضمن عرضاً تاريخياً لحياة وإنجازات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حاكم أبوظبى، وأول رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة على مدار ربع قرن تمتد من 1946م إلى 1971م، وقد أصدره المركز الوطنى للوثائق والبحوث فى عام 2007.

ويسلّط الكتاب فى فصوله الثلاثة والأربعين الضوء على مختلف مراحل الحياة الاستثنائية للمغفور له- بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وعلى إنجازاته الكبرى، انطلاقاً من ولادته فى عام 1918 مروراً بجهوده فى نشوء دولة الإمارات العربية المتحدة فى الثانى من ديسمبر 1971، ودوره الريادى فى تحقيق منجزات الاتحاد وبناء أمة مزدهرة تضاهى أكثر الدول تقدماً. حيث استثمر- طيّب الله ثراه- عوائد أبوظبى النفطية ليبدأ مرحلة مشهودة من النهضة المباركة، ولرفع المعاناة التى عاشها شعب الإمارات فى الماضى، ولم يكن ذلك إلا لصدقه وإخلاصه لأبناء وطنه، فأصبحت الإمارات من أكثر دول العالم نهوضا وتقدماً.

ويقف الكتاب على المحطات التاريخية الأبرز فى حياة الشيخ زايد، ومنها حرصه- رحمه الله- على تطوير إمارة أبوظبى وازدهارها خلال فترة حكمه قبل قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث عُرف عنه متابعته الحثيثة لكل صغيرة وكبيرة فى الإمارة، وحماسه الدائم لتحسين معيشة المواطنين وتطوير مختلف جوانب حياتهم، حيث كانت توجيهاته المتواصلة- طيّب الله ثراه- داعماً رئيسياً فى عملية التنمية التى كانت تعم أرجاء البلاد، إذ كان يؤمن بقدرة شعب الإمارات العظيمة على مواجهة تحديات الحياة، والانتقال من الفقر والجوع وانعدام الأمل إلى الرخاء والسعادة واستشراف المستقبل.

كما يعرض الكتاب لدبلوماسية الإمارات التى وضع الشيخ زايد معالمها الأساسية، والذى تبنى سياسة الحياد فى كثير من المشكلات الدولية، دون تجاهل للحقوق العربية والإسلامية وفى مقدمتها القضية الفلسطينية، التى كانت فى طليعة اهتمامات الدولة فى المحافل الدولية، وصولاً إلى جهوده البارزة فى توحيد الصف الخليجى والعربى فى مواجهة التحديات الخارجية.

ففى أشدّ المحن برز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات زعيماً وداعية سلام يمتد نفوذه السياسى إلى أرجاء الأرض كافة، لذا ظل على مدار ثلاثة وثلاثين عاماً من الرئاسة يؤدى أدواراً سياسية وإنسانية على الصعيد العالمى، فيتوسط لإيقاف الحروب، ويضغط بحكمته المعهودة على المجتمع الدولى للتصرّف فى منعطفات حاسمة من تاريخنا.

وتوثق الفصول التالية من الكتاب لإنجازات الشيخ زايد، رحمه الله، فى مجال تقديم الدعم الإنسانى وإرسال المعونات للمحتاجين والمنكوبين فى الدول الشقيقة والصديقة، حيث تحوّل- طيّب الله ثراه- بفطرته إلى رجل إحسان على الصعيد العالمي؛ فكان عطاؤه على ضوء تعاليم الدين الإسلامى بعيداً عن التباهى والتفاخر، وأصبحت الإمارات مساهماً رئيسياً فى العمل الإنسانى والإغاثى على مستوى العالم، إلى جانب اهتمامه بالقطاعات الحيوية فى دولة الإمارات العربية المتحدة، وخاصة الزراعة التى حولت الإمارات من صحراء إلى جنة وارفة، كما أصبحت الدولة تتبوأ مكانة متميزة على مختلف الصُعد.

جدير بالذكر أن المركز الوطنى للوثائق والبحوث فى أبوظبى، أحد المؤسسات التوثيقية الرائدة التى تحفظ تاريخ وتراث دولة الإمارات العربية المتحدة، ومنطقة شبه جزيرة العرب عامة، وقد وضع على عاتقه مسؤولية النهوض بمهمته الحيوية فى البحث والتنقيب فى مصادر تاريخ هذه الأمة. وتكمن أهمية المركز الوطنى للوثائق والبحوث -الذى يقوم بمهام الأرشيف الوطنى لدولة الإمارات العربية المتحدة منذ صدور القانون الاتحادى رقم 7 لعام 2008م الخاص بالمركز- فى أن فكرة إنشائه وتأسيسه نبعت من حرص الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – رحمه الله- واهتمامه بماضى هذه الأمة، ورغبته الصادقة والملِحّة- طيب الله ثراه- فى أن يحفظ أبناء الإمارات تاريخهم، ويعوا التطورات والأحداث التى مرّت بها الأجيال السابقة، ويستخلصوا الدروس والعِبَر، كما تكمن أهميته فيما يضم ّ من وثائق جلبت من أرشيفات عالمية تخص دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج العربى، فكلُّ من هذه الأرشيفات تعدّ ثروة من المواد التاريخية التى تسلط الضوء على العديد من نواحى الحياة فى المنطقة منذ القرن السادس عشر.

إلى ذلك، كان الكتاب قد فاز بجائزة "أفضل كتاب مترجم عن الإمارت" خلال حفل توزيع جوائز معرض الشارقة الدولى للكتاب، وسلًم صاحب الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الجائزة إلى سعادة الدكتور عبد الله الريس، مدير عام المركز الوطنى للوثائق والبحوث بوزارة شؤون الرئاسة، تقديراً من إدارة المعرض لأهمية الكتاب.