خبيرة تنصح الآباء بالانتباه لعدد ساعات بقاء أبنائهم أمام "الفيس بوك"


"إدمان مواقع التواصل الاجتماعى" ليست مجرد جملة عابرة قد نسمعها بين تفاصيل الأحاديث عن ما أحدثته شبكات التواصل الاجتماعى من تغيرات فى المجتمع، ولكنها من الأمراض التى تصنف حديثاً بواحدة من أحدث وأخطر الأمراض النفسية التى ينتج عنها الكثير من الأعراض الجانبية، ومع تغلغل هذه المواقع داخل المجتمع بقوة فى الفترة الأخيرة، فإن مرض إدمان شبكات التواصل الاجتماعى لم يعد يقتصر على الكبار فقط، بل امتد ليشمل الأطفال وهو ما يعد أكثر خطورة، ومن أهم المشاكل التى تواجه الطفل، وهو ما تتحدث عنه الدكتورة "هبة عيسوى" أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس، موضحة أعراض إدمان مواقع التواصل الاجتماعى للأطفال ونتائجها وكيفية تجنبها.

وتتحدث د .هبة عن أعراض إدمان مواقع التواصل الاجتماعى عند الأطفال قائلة، تبدأ الظاهرة بزيادة عدد الساعات أمام الكمبيوتر، وتتجاوز الفترات التى حددها الطفل لنفسه أو حددها الوالدان له، والبقاء أمامها على الرغم من الشعور بالتعب أو الإرهاق والتأخر فى الدراسة، هذا بالإضافة إلى الشعور بالضيق الشديد فى حالة تعرض الإنترنت لعطل ما، وقد تصل حالات الضيق إلى حد العصبية الشديدة والإحباط عند طول فترة الانقطاع عن الإنترنت، وتؤدى هذه الظاهرة إلى اضطرابات كبيرة فى السلوك، وضعف ملحوظ فى التحصيل الدراسى.

وكشفت إحدى الدراسات التى تناولت دراسة الحالة النفسية ودرجة التعود وإدمان الفيس بوك، أن تلاميذ السنة السادسة هم الأكثر إدماناً للفيس بوك، وخصوصاً الأطفال من أصحاب المستوى الاجتماعى فوق المتوسط، وأجريت الدراسة على عينة بحثية مكونة من 160 تلميذا بالمرحلة الابتدائية من مستخدمى الفيس بوك، كما كشفت الدراسة أن عدد ساعات البقاء أمام "الفيس بوك" تصل إلى 40 ساعة أو أكثر فى الأسبوع الواحد، كما أثبتت أن معظم الأطفال اللذين تناولتهم الدراسة يعانون من الوحدة النفسية.

وأوجزت "عيسوى" التوصيات التى خرجت بها الدراسة فى النقاط الآتية:
- ينبغى على الوالدين متابعة أولادهم وغرس الوازع الدينى فى نفوس أبنائهم.
- وضع ضوابط لمراقبة المواقع الممنوعة والهدامة.
- ضرورة الترشيد والاستخدام المعتدل لشبكة الإنترنت من قبل الأطفال والشباب، بهدف تحقيق أغراض محددة وواضحة.
ضرورة متابعة الأبناء بصورة لا تشعرهم بالتجسس عليهم، أو فقدان الثقة فيهم.
- ضرورة العمل على تقوية الرقابة الذاتية لمستخدمى الإنترنت، بما يساعد على الاستخدام الأمثل للإنترنت.
-إعطاء الطالب مساحة أكبر من الحرية لإثبات الذات وتحقيقها، من خلال اختيار الرياضة أو الأعمال الفنية المتناسبة مع قدراته وميوله.
- تخصيص مرشد وطبيب نفسى يقدم خدمات الإرشاد الفردى والجماعى لتلاميذ المدارس.
- ضرورة إرشاد التلاميذ، وخاصة مدمنى شبكات التواصل الاجتماعية، بتعليمهم كيفية استبدال تصفح الإنترنت بالتمرينات الرياضية وغيرها من الهوايات والأنشطة المتنوعة؛ للاعتدال فى استخدام الإنترنت.