قال العماد "آموس يادلين"، رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، المتقاعد، إن الأحداث التى شهدتها سفينة مرمرة الزرقاء كانت خطأ كبيرًا"، وذلك فى معرض تعليقه على الاعتداء الإسرائيلى ضد السفينة فى المياه الدولية، أثناء توجهها لكسر الحصار على غزة، عام 2010.

ورأى "يادلين"، الذى كان رئيس الاستخبارات العسكرية أثناء وقوع الاعتداء، أنه "كانت هناك أخطاء من الطرفين"، معربًا عن تمنيه لو أن الأحداث لم تقع على الإطلاق.
وردًا على سؤال، عم إذا كانوا سيفعلون الشئ نفسه، لو تكررت الأمور ذاتها اليوم، بعد حادثة مرمرة، أجاب "يادلين" قائلا:" إن التجارب تكسب الإنسان أشياء دائما، وفى ظل هذه التجارب لا تتكرر تلك الأحداث ".

يشار إلى أن "آموس يادلين"، يُحاكم غيابيًا من قبل محكمة تركية، فى أسطنبول، على خلفية الاعتداء ضد سفينة مرمرة فى المياه الدولية بالبحر الأبيض المتوسط، عندما كانت متوجهة إلى قطاع غزة، بهدف فك الحصار، وإيصال مساعدات إنسانية للقطاع.

وكانت قوات كوماندوز، تابعة للبحرية الإسرائيلية، هاجمت سفينة "مرمرة الزرقاء"، أكبر سفن أسطول الحرية الذى توجّه إلى قطاع غزة لكسر الحصار منتصف العام 2010، وعلى متنها أكثر من 500 متضامن معظمهم من الأتراك، فى عرض المياه الدولية، فى البحر المتوسط، باستخدام الغاز والرصاص الحى، ما أسفر عن مقتل تسعة من المتضامين الأتراك وجرح 50 آخرين.

وإثر الاعتداء تراجعت العلاقات التركية - الإسرائيلية، وخفضت تركيا تمثيلها الدبلوماسى لدى إسرائيل، وطالبت باعتذار إسرائيلى رسمى، وتعويضات من أجل الضحايا، ورفع الحصار عن غزة، من أجل إعادة العلاقات إلى طبيعتها بين البلدين.

وقدمت إسرائيل اعتذارًا رسميًا، فى مارس الماضى، كما أعلنت أنها ستدفع تعويضات، إلا أنه لم يتم قطع أى شوط فى مجال دفع التعويضات، حتى اللحظة.

يذكر أن "يادلين" تقاعد من الجيش الإسرائيلى برتبة عماد، عام 2010، وكان يعمل فى وقت سابق بصفته ملحقا عسكريا فى السفارة الإسرائيلية لدى واشنطن، وهو خريج جامعة "بن جوريون"، وحائز على شهادة الماجستير من جامعة هارفرد.

وكان "يادلين" طيارًا فى القوات الجوية الإسرائيلية، إبان حرب 6 أكتوبر 1973، كما كان أحد الطيارين الثمانية الذين شاركوا فى الهجوم الإسرائيلى على مفاعل (أوزيراك) النووى العراقى عام1981.