عبرت مصادر إسرائيلية عن غضبها من التسريبات الأمريكية للقصف الإسرائيلى على سوريا، موضحة أن الولايات المتحدة تلحق أضرارا بالسياسة الإسرائيلية، وهى بذلك تربك "إسرائيل" عن قصد، إذ إنها تخشى من تصاعد الموقف فى المنطقة.

وكانت تقارير إعلامية أمريكية نقلت عن مسئولين أن طائرات حربية إسرائيلية قصفت شحنة أسلحة فى سوريا يعتقد أنها كانت فى طريقها إلى حزب الله، لكن المصادر الرسمية الإسرائيلية لم تؤكد أو تنف ذلك، ونقلت وكالة رويترز عن مسئول إسرائيلى قوله، إن طائرات حربية إسرائيلية استهدفت شحنة صواريخ فى سوريا يعتقد أنها كانت فى طريقها إلى مقاتلى حزب الله اللبنانى.

وأضاف المسئول طالبا عدم نشر اسمه، أن الضربة الجوية شنت الجمعة الماضية بعد أن تمت الموافقة عليها فى اجتماع سرى لمجلس الوزراء الإسرائيلى المصغر برئاسة رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، مساء الخميس الماضى.

وكانت شبكة (cnn) الإخبارية الأمريكية نقلت عن مسئولين أمريكيين اثنين، لم تحدد اسميهما، قولهما إنه من المرجح أن تكون إسرائيل قد شنت هجوما 'فى الإطار الزمنى الخميس، الجمعة'، وأن الطائرات الحربية الإسرائيلية لم تدخل المجال الجوى السورى.

من جانبه، أكد الموقع الإلكترونى لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" صحة التقارير التى تحدثت عن وقوع القصف الجوى الإسرائيلى لأهداف داخل الأراضى السورية، وقال الموقع استنادا إلى مصدر حكومى إسرائيلى لم تفصح عنه، إن الهجوم لم يستهدف منع تزويد حزب الله اللبنانى بأسلحة كيميائية سورية، بل استهدف وقف عملية شحن صواريخ متطورة كانت فى طريقها إلى ميليشيات الحزب الشيعى.

ونقل الموقع عن المصدر الحكومى قوله، إن هذه العملية لو تمت كانت ستغير موازين القوى فى المنطقة، لكن المصدر لم يفصح عن المكان الذى وقع فيه القصف مؤخرا، لكن إسرائيل التزمت الصمت إزاء تلك التقارير، ولم تؤكد أو تنف بشكل رسمى ما جاء فى التقارير الإعلامية.

وامتنع الجيش الإسرائيلى عن الإدلاء بأى تعليقات على المعلومات التى نشرتها وسائل الإعلام الأمريكية، لكن مسئولا فى وزارة الدفاع قال لوكالة فرانس برس، إن 'إسرائيل تتابع الوضع فى سوريا ولبنان، خصوصا فى ما يتعلق بمسألة نقل أسلحة كيميائية وأسلحة خاصة'.

ورفضت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلى التعليق، كما رفضت تأكيد أو نفى صحة تلك التقارير، قائلة، "نحن لن نعلق على مثل هذه التقارير"، لكن الخبير الاستراتيجى بوزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد قال فى كلمة السبت الماضى، إن الرئيس السورى بشار الأسد يحتفظ بالسيطرة على الأسلحة الكيماوية فى سوريا، ولا يسعى إليها حلفاؤه فى جماعة حزب الله اللبنانية.

وفى واشنطن لم يدل البيت الأبيض، أو وزارة الدفاع الأمريكية، بأى تعليق على التقارير الإعلامية حول الغارة الإسرائيلية المفترضة، إلا أن عضو مجلس الشيوخ الأمريكى عن ولاية ساوث كارولاينا السناتور ليندسى جراهام، أكد بحسب معلومات صحفية أن إسرائيل قصفت سوريا.

من جهة أخرى، أعلن وزير الدفاع الأمريكى، تشاك هاجل، أن الولايات المتحدة وافقت على بيع ست طائرات v-22 اوسبرى إلى "إسرائيل" لتصبح أول حليف لواشنطن يحصل على هذه الطائرة، وقال هاجل فى كلمة ألقاها أمام جماعة حقوقية يهودية فى نيويورك أمس الاول الخميس الموافقة على بيع "إسرائيل" تلك الطائرات ستعزز بشكل كبير مدى وفعالية القوات الخاصة الإسرائيلية.

وتجمع الطائرة v-22 اوسبرى بين القدرة على الإقلاع والهبوط العمودى مثل طائرات الهليكوبتر وسرعة التحليق العالية التى تتميز بها الطائرات ذات الأجنحة الثابتة.

وأثناء أول زيارة له إلى الشرق الأوسط كوزير للدفاع فى وقت سابق هذا العام أعلن هاجل عن مبيعات أسلحة بقيمة 10 مليارات دولار إلى حلفاء فى الشرق الأوسط بما فى ذلك 25 مقاتلة F-16 فالكون لدولة الإمارات العربية المتحدة وأسلحة متطورة أخرى للإمارات والسعودية.

وفى الوقت نفسه، قال هاجل إن الولايات المتحدة التى تتبع سياسة للحفاظ على "تفوق عسكرى نوعى" لـ"إسرائيل" قررت أن تعرض على حليفتها طائرات V-22 اوسبرى وأيضا طائرات كيه سى-135 للتزود بالوقود فى الجو.