لاحت لعينيها من بعيد تلك الخيوط المتلألأة.. الجذابة.. لمع بريقها فى عينيها.. تقدمت نحوها، حاولت صديقتها أن تمنعها بقوة.. لكنها لم تستجب. . ذهبت.. وقفت عند أول طرف الخيط، وجدته يبتسم.. يناديها بهمس رقيق.. أطمأنت.. وضعت قدميها.. بدأت تخطو خطواتها فى ثبات على أمل أن تصل هناك..كان يساعدها.. ذلك البريق الذى ينبعث منه يشجعها.. ابتسامته تغمر قلبها بالدفء..وصلت لنصف الطريق فوجدت قدمها عاجزة عن الحركة، وسمعت صوتاً يقول:
- هذا هو مكانك.
تلفتت حولها فى اضطراب لم تجد شيئا فتابعت سيرها.
تردد الصوت بشكل مخيف:
- لا تتقدمى، فهذا مكانك الذى أردناه لكِ.
خفق قلبها.. انتفض جسدها.. لكنها لم تستطع منع نفسها من مواصلة طريقها.. تقدمت خطوة فى حذر.. وجدت البريق المتلألئ يزول...وكل شىء أصبح ظلاماً.. ومنه تتسرب نظرات حادة.. وإذا بالخيوط المستقيمة تعرجت، التفت حولها.. أحكمت قبضتها عليها، وهى تحاول الخلاص.. تحاول الفرار.. وتصرخ:
- أريد العودة لصديقتى، أريد العودة حيث أتيت.. اتركنى.
ولكن لا أمل، فالخيوط تعتصر أعضاءها، تتلاعب بها، تتقاذفها، تستنزف قوتها، وهى تنادى وتستغيث...