أخي الحبيب : نُحييك بتحية الإسلام ونقول لك : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونهنئك مقدماً بقدوم عيد الأضحى المبارك ونقول لك : تقبل الله منا ومنك .
أخي المسلم : الخير كل الخير في اتباع هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في كل أمور حياتنا ، والشر كل الشر في مخالفة هدي نبينا صلى الله عليه وسلم ، لذا أحببنا أن نذكرك ببعض الأمور التي يستحبّ فعلها أو قولها في ليلة عيد الأضحى المبارك ويوم النحر وأيام التشريق الثلاثة ، وقد أوجزناها لك في نقاط هي :
التكبير : يشرع التكبير من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق ، وهو الثالث عشر من شهر ذي الحجة ، قال تعالى : ( وَاذكُرُواْ اللهَ فِي أَيَامٍ مَعدُودَاتٍ ) البقرة:203، وصفته أن تقول : ( الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد ) ، ويسن جهر الرجال به في المساجد والأسواق والبيوت وأدبار الصلوات ، إعلاناً بتعظيم الله وإظهاراً لعبادته وشكره .
ذبح الأضحية : ويكون ذلك بعد صلاة العيد لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى ، ومن لم يذبح فليذبح )) رواه البخاري ومسلم .
ووقت الذبح أربعة أيام ، يوم النحر وثلاثة أيام التشريق ، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( كل أيام التشريق ذبح )) السلسلة الصحيحة:2476.
الاغتسال والتطيب للرجال ، ولبس أحسن الثياب : بدون إسراف ولا إسبال ولا حلق لحية فهذا حرام ، أما المرأة فيشرع لها الخروج إلى مصلى العيد بدون تبرج ولا تطيب ، فلا يصح أن تذهب لطاعة الله والصلاة ثم تعصي الله بالتبرج والسفور والتطيب أَمام الرجال .
الأكل من الأضحية : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يطعم حتى يرجع من المصلى فيأكل من أضحيته ، زاد المعاد:1/441.
الذهاب إلى مصلى العيد ماشياً إن تيسّر : والسنة الصلاة في مصلى العيد إلا إذا كان هناك عذر من مطر مثلاً فيصلى في المسجد لفعل الرسول صلى الله عليه وسلم .
الصلاة مع المسلمين واستحباب حضور الخطبة : والذي رجحه المحققون من العلماء أن صلاة العيد سنة مؤكدة ؛ لقوله تعالى : ( فَصَلِّ لِرَبِكَ وَانحَر ) الكوثر:2 ، والنساء يشهدن العيد مع المسلمين حتى الحُيَّض والعواتق ، ويعتزل الحُيَّض المصلى .
مخالفة الطريق : يستحب لك أن تذهب إلى مصلى العيد من طريق وترجع من طريق آخر لفعل النبي صلى الله عليه وسلم .
التهنئة بالعيد : لثبوت ذلك عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

واحذر أخي المسلم من الوقوع في بعض الأَخطاء التي يقع فيها الكثير من الناس والتي منها :
التكبير الجماعي بصوت واحد ، أو الترديد خلف شخص يقول التكبير .
اللهو أيام العيد بالمحرمات كسماع الأغاني ، ومشاهدة الأفلام ، واختلاط الرجال بالنساء اللآتي لسن من المحارم ، وغير ذلك من المنكرات .
أخذ شيء من الشعر أو تقليم الأظافر قبل أن يُضَحّى من أراد الأضحية لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك .
الإسراف والتبذير بما لا طائل تحته ، ولا مصلحة فيه ، ولا فائدة منه لقول الله تعالى : ( وَلا تُسرِفُوا إِنّهُ لا يُحِبُّ المُسرِفِينَ ) الأنعام:141.
وختاماً : لا تنس أخي المسلم أن تحرص على أعمال البر والخير من صلة الرحم ، وزيارة الأقارب ، وترك التباغض والحسد والكراهية ، وتطهير القلب منها ، والعطف على المساكين والفقراء والأيتام ومساعدتهم وإدخال السرور عليهم .
نسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى ، وأن يفقهنا في ديننا ، وأن يجعلنا ممن عمل في هذه الأيام - أيام عشر ذي الحجة - عملاً صالحاً خالصاً لوجهه الكريم .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .