يحتوى الحامض النووى "DNA" الخاص بالإنسان كل المعلومات الوراثية الخاصة به، وبالتالى فهو يختلف من شخص إلى آخر، فيما يمتلك الإنسان نفس تركيبة الحامض النووى فى كافة أجزاء جسمه، وفى كل خلية من خلاياه، وكشفت المجلة العلمية الشهيرة نيتشر " Nature Communications " مؤخراً عن تقنية علاجية جديدة تستخدم الحامض النووى للإنسان فى علاج وإصلاح الأنسجة التالفة بجسمه.

وسلط الدكتور أحمد سمير خير الله (المدرس بقسم الميكروبيولوجيا والمناعة بكلية الصيدلة- جامعة بنى سويف) الضوء على هذه النتائج المثيرة للغاية، والتى أشرف عليها باحثون من جامعة هارفارد الأمريكية، وتمكنوا خلالها من ابتكار وتطوير تقنية جديدة، تساهم فى تصميم مكعبات صغيرة من الحامض النووى ((DNA، وبرمجتها بحيث تتجمع ذاتياً فى تركيبات معقدة، يمكن استعمالها فيما بعد لتجديد الأعضاء، وإعادة بناء الأنسجة البشرية المتضررة.

وأوضح خير الله أن مكعبات الحامض النووى، وهى أصغر حجما من حبيبات الملح، ستساهم بشكل كبير فى حل التحدى الكبير فى علم "هندسة النسيج"، وتعمل على تعويض الأجزاء التالفة من النسيج البشرى، عن طريق حقنها بتلك المكعبات الصغيرة.

وتابع خير الله، أن الحامض النووى لكل خلية بشرية يحمل شفرة جينية معينة، ولذلك يمكن من خلال تلك الشفرة التحكم فى طريقة التحام مكعبات "DNA" ببعضها، ومن ثم توجيهها لتتجمع فى موضع النسيج المتضرر.

ويختتم خير الله قائلا، إن الباحثين قاموا بتصنيع تلك المكعبات من مادة هلامية القوام تسمى "hydrogel"، ولذلك تمتاز تلك التقنية بكونها مصنوعة من مواد ذات موائمة حيوية (Biocompatible materials)، وهو ما يجعلها غير ضارة على صحة الإنسان.