أمضت شركة «فولفو» أكثر من عام في تصميم سيارتها التجريبية الجديدة «فولفو كونسبت كوبيه»، التي تكتسب أهمية خاصة ليس من كونها سيارة تجريبية مستقبلية، ولكن من كونها نموذجا أوليا لما ستكون عليه سيارات «فولفو» في المستقبل، بداية من نموذج «إكس سي 90» لعام 2014.
وتستعد «فولفو» بهذا الطراز إلى إنتاج السيارة ذاتية القيادة، التي ستطرح النماذج الأولى منها خلال عام 2014. ومن المعروف أن الشركة تخطط إلى إنتاج تقنيات تتيح القيادة الذاتية لسياراتها بحلول عام 2020.

نائب رئيس الشركة لقطاع التصميم، توماس انجنلاث، يصف تصميم السيارة بأنه ليس من أفكار المستقبل، وإنما هو تعبير عن قدرات الشركة وتصورها للغة التصميم في المستقبل، التي سوف تلتقي تحتها كل سيارات «فولفو». ويعتقد توماس أن هذا التصميم يحرر مصممي الشركة من تركة الماضي الذي كان يقيد تطلعهم إلى ما يجب أن يلتزم به نمط سيارات «فولفو» التقليدية.

وكانت «فولفو» تشتهر في الماضي بأنها تنتج سيارات متينة ومنيعة ولكن على حساب الانسيابية في التصميم، إلى حد برر وصفها بأنها سيارات تشبه «قوالب الطوب».

إلا أن تصميم «الكوبيه» الجديدة من «فولفو» يترك انطباعا فريدا لدى الناظر إليها من الجانب؛ فسقفها منخفض وغطاء المحرك طويل وجسمها انسيابي قائم على عجلات رياضية بأضلاع خماسية كبيرة نسبيا قطرها 21 بوصة. ويغطي السيارة سقف من الزجاج يوفر تعرضها للضوء أثناء النهار.

ويبرز منحى التصميم الجديد من الأضواء الأمامية المستطيلة المزودة بخط ضوئي نهاري في وسطها. وترتبط الأضواء بشبكة «فولفو» التقليدية في المقدمة، يتوسطها شعار الشركة مع شبكة تبريد سفلية من المعدن الداكن بتصميم يشبه خلايا النحل.

ومع ذلك، فإن ملامح «فولفو» التقليدية تبقى واضحة في الطراز المستقبلي، فهي تمثل تراث علامة معروفة في عالم السيارات منذ 85 عاما. ويشير توماس إلى أن هناك بعض التفاصيل التي ما زالت تخضع للمناقشة، وسوف تظهر في نماذج عام 2014 الجديدة. ويعترف توماس بوجود بعض معالم سيارة تقليدية من الستينيات هي «فولفو - بي 1800»، ومع ذلك فهو ينفي العودة إلى الماضي في هذا الطراز الجديد ويقول إنه يستخدم معالم الماضي من تراث الشركة من أجل رسم خطوط المستقبل.

وتماثل «الكوبيه» الجديدة معالم السيارة التاريخية في أنها «كوبيه» بأربعة مقاعد من نوع «غران تورير». وتخدم هذه السيارة وظيفة النموذج الذي يحتذى به كل مصممي الشركة في تصميم فئات «فولفو» الجديدة للمستقبل. وفي الداخل، تعكس «فولفو كوبيه» الجديدة إتقان الحرفة اليدوية في الخشب المصقول للوحة القيادة والكسوة الجلدية لأرجاء السيارة، بالإضافة إلى لمسة غير معهودة وهي ذراع ناقل الحركة المصنوع من الكريستال. ويتميز الكريستال ببريقه الخاص الذي يعكس أضواء النهار والليل، فيجعل تجربة ركوب سيارات «فولفو» تجربة خاصة بالفعل.

وتصنع القطع الكريستالية شركة مصانعها مجاورة لموقع مصانع «فولفو». وتؤكد شركة «فولفو» أنها سوف تستخدم الذراع الكريستالية في جميع سيارات المستقبل بدءا من العام المقبل.

ويؤكد توماس أن خطة الشركة لا تعتمد على إنتاج نموذج رياضي لافت للنظر، ولكن التركيز على تحديد مواصفات جذابة لنماذج السيارات العادية التي يقبل عليها المستهلك. وتعتمد «فولفو كوبيه» على شاشة كبيرة الحجم تعمل باللمس تقع في منتصف لوحة القيادة، بالإضافة إلى خاصية نشر المعلومات للسائق على زجاج النافذة الأمامية للسيارة. وتتوجه المعلومات لعوامل الاستمتاع بالسيارة من ناحية وزيادة نسبة الأمان فيها، وهي من المزايا التي تبرع «فولفو» فيها واشتهرت بها عبر تاريخها.

وتعتمد «فولفو كوبيه» الجديدة على نظام «هايبرد» بترولي يمزج بين الدفع الكهربائي ومحرك مكون من أربع أسطوانات لتوفير قدرة تعادل محركات بثماني أسطوانات. ويتضمن النظام محركا سعة لترين من نوع «درايف إي» المزود بشاحن توربيني وشاحن سوبر. وينضم إلى المحرك محرك كهربائي مركب على محور السيارة الخلفي يوفر لها قدرة 400 حصان وعزم دوران يعادل 600 نيوتن/ متر.

ويقول توماس إن شركة «فولفو» هي الآن الشركة الوحيدة الباقية في منطقة إسكندنافيا، التي تمثل خير تمثيل خطوط التصميم من هذه المنطقة. وهو في هذا يعتني بالتفاصيل والحرفة اليدوية. ويتوجه توماس نحو التصميم الهادئ الرصين، الذي يعبر عن الحداثة والتعبير الواضح، على حد قوله. وهو يعتبر سيارات «فولفو» تعبيرا عن أسلوب حياة إسكندنافي يتوجه إلى الحياة خارج إطار جدران المنازل.

ومن المتوقع أن يأتي التصميم الداخلي في «فولفو - في 40» الجديدة مماثلا لما تقدمه هذه «الكوبيه» النموذجية من حيث استخدام الشاشات العريضة لخدمة السائق، وإلغاء كل المفاتيح والأزرار من لوحة القيادة. وهو تصميم يعتمد على التبسيط وعلى جعل تجربة القيادة في سيارات «فولفو» تجربة مميزة.

وتقول مصادر شركة «فولفو» إنها تتوجه إلى المستقبل، معتمدة على ثلاثة أسس وقواعد واضحة: أولا: التركيز على السلامة والأمان، ولكن ليس من زاوية تقديم احتياطات لأسوأ سيناريو ممكن، وإنما لمنح السائق الدعم الملائم الذي يمكّنه من تجنب الحوادث في المقام الأول.

ثانيا: التوجه إلى العناية بالبيئة، التي تحتّم خفض استهلاك الوقود، على أن لا يتم ذلك على حساب الاستمتاع بالقيادة، وإنما عبر ابتكار الوسائل اللازمة لزيادة قدرة السيارة وتعزيز استمتاع السائق بها.

ثالثا: التوجهات العملية المعهودة في سيارات «فولفو» لا يجب أن تحول دون إنتاج سيارات مثيرة وانسيابية وجذابة.

وكانت الشركة قد كشفت عن «الكوبيه» الجديدة في معرض فرانكفورت هذا العام، وهي حتى الآن مجرد فكرة تصميم تجريبية، وليس هناك أي خطط لإنتاج السيارة في المدى القريب. ولكن الاهتمام الإعلامي بالسيارة قد يقنع الشركة بإنتاجها.

وفور نشر معلومات حول معالم السيارة الجديدة ومزاياها التي سوف تنعكس على سيارات «فولفو»، انبرى بعض زبائن الشركة للفت نظرها إلى ضرورة تحسين خدمات الصيانة لدى موزعي الشركة كأفضل وسيلة للاحتفاظ بالزبائن.