قد لا يدرك الكثير من الناس أنهم يعانون من ارتفاع فى ضغط الدم، فبسبب أعراضه المحدودة غالبا ما يطلق عليه "القاتل الصامت"، وذلك بالرغم من سهولة تشخيصه فلا يحتاج الأمر إلا لسلسلة من القياسات لضغط الدم الانقباضى والانبساطى لمعرفة ما إذا كان الشخص يعانى من ارتفاع فى الضغط أم لا.

قال الدكتور هشام صلاح الدين أستاذ القلب والأوعية الدموية بطب قصر العينى: يعانى من ارتفاع ضغط الدم ما يقدر بحوالى 1.02 مليار شخص فى العالم ويعد ارتفاع ضغط الدم من أكثر الأسباب المؤدية إلى الوفاة على مستوى العالم، ويؤدى ارتفاع ضغط الدم المزمن لمضاعفات صحية خطيرة، منها الأزمات القلبية والجلطات الدماغية، وقصور عضلة القلب وأمراض الكلى وأخيرا الوفاة، وهو ما يشكل تهديدا صحيا خطيرا لمرضى ارتفاع ضغط الدم.

وأشار إلى أنه حتى وقت قريب كانت الوسائل المتاحة لعلاج ارتفاع ضغط الدم تتلخص فى تشجيع المرضى على اعتماد أسلوب وعادات صحية متمثلة فى الحفاظ على الوزن المثالى، وممارسة الرياضة والحد من تناول الملح والإقلاع عن التدخين، واتباع نظام غذائى صحى غنى بالخضروات والفواكه والحد من تناول الأطعمة المشبعة بالدهون، وعدم تناول المشروبات الكحولية وفى غالبية المرضى يحتاج المريض إلى أخذ علاج دوائى.

وأكد أن الأدوية الحديثة تعمل بطرق مختلفة على خفض الضغط فبعضها يعمل على التخلص من الأملاح والسوائل الزائدة بالجسم، وبعضها يقوم بتوسيع الأوعية الدموية، أو بوسائل أخرى كتلك التى تعمل على نظام "الانجيوتنسين" فى الجسم أو مستقبلات البيتا وغيرها وكثير من المرضى، وبالرغم من استخدامهم لثلاثة أنواع أو أكثر من الأدوية المضادة للضغط شاملة مدرات البول لا يزال ضغطهم مرتفعا وليس تحت السيطرة.
واستكمل د.صلاح الدين من هنا تم ابتكار طريقة جديدة نتيجة أبحاث أجريت لتعطيل فاعلية العصب الكلوى لتحقيق خفضا ملحوظا ومستديما لمستويات ضغط الدم لدى المرضى الذين يعانون من ارتفاع فى ضغط الدم غير مستجيب للعلاج، وذلك على الرغم من تناول المريض لأكثر من عقار.

وأوضح أن هذه الطريقة تعتمد على إدخال قسطرة صغيرة قابلة للتوجه يتم إدخالها فى الشرايين الكلوية، وعن طريق إرسال موجات راديو عالية التردد إلى 6 مواقع داخل كل من الشرايين الكلوية يتم تعطيل الأعصاب الكلوية المحيطة بالشرايين الكلوية.

وأشار إلى أنه فى دراستين أجريت أحدهما فى "سمبلستى 1" تضمنت 153 مريضا فى 19 مركزا طبيا بأستراليا وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وقد أثبتت هذه الدراسات تحقيق المرضى متوسط خفض لمعدلات ضغط الدم بلغت 25 / 11 مليمتر زئبقى خلال 6 أشهر مع الحفاظ على نسبة الخفض التى تم تحقيقها على مدار 24 شهر واستمرار هذا الانخفاض لسنوات، وفى دراسة أخرى على 106 مرضى فى دراسة "سمبلستى هيبر تنشن 2 " حدث انخفاض ملحوظ فى ضغط الدم وصل إلى 32 / 10 فى 6 أشهر. ولم تحدث أعراض جانبية خطيرة باستخدام هذه الطريقة فى العلاج.

جدير بالذكر، أن هذه الطريقة لا تغنى عن الاستمرار فى نمط الحياة الصحى، وفى بعض الأحيان يتمكن الطبيب المعالج من تقليل جرعات الأدوية المخفضة للضغط.