رأت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية أن النفوذ الغربى عامة والأمريكى خاصة أخذ فى الانحسار بمنطقة الشرق الأوسط، على غرار ما حدث للاتحاد السوفييتى فى حقبة السبعينيات من القرن الماضى.

وأعادت المجلة إلى الأذهان، فى تعليق على موقعها الإلكترونى اليوم الجمعة، كيف استطاعت الدبلوماسية الأمريكية فى حقبة السبعينيات بقيادة هنرى كسنجر، وزير الخارجية الأمريكى آنذاك من إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار من جانب مصر وسوريا على إسرائيل لتتدفق على أثره المساعدات ومن ثم تزايد النفوذ الأمريكى الذى حل محل نظيره السوفييتى بالمنطقة.

وأشارت المجلة إلى أنه من دواعى الأسف أن قليلا من الأمريكيين والأوروبيين هم من يكترثون الآن لذلك التراجع فى النفوذ، قائلة "إن المرء يكاد يسمع صوت تنفس الصعداء فى العواصم الغربية وفى أمريكا بعد إبرام صفقة السلاح الكيماوى مع سوريا بضمان روسي"؛ مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما تفادى بهذه الصفقة مشقة التعرض لهزيمة مذلة أمام الكونجرس على نحو ما تجرعه رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون أمام مجلس العموم.

وأوضحت المجلة أن هذه الصفقة خففت على قادة الغرب الكثير من الضغوط بعد أن أصبح التدخل العسكرى بعيد الاحتمال؛ لافتة إلى أنه لم يعد ينبغى على كاميرون الاستمرار فى الخجل، وفى فرنسا لن يواجه الرئيس فرانسوا هولاند مزيدا من الصراع الداخلى بشأن استعداده لجر بلاده إلى ساحة الحرب تحت إمرة أمريكية، مشيرة إلى أن بعض الغربيين باتوا يعتبرون تلك الصفقة بمثابة انتصار للديمقراطية.

وقالت "الإيكونوميست" إن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بات يعرف جيدا أن أوباما فى احتياج إلى دعمه، موضحة "أنه إذا وضعنا فى الحسبان أن موسكو تتطلع إلى الوصول لمستوى التكافؤ الدبلوماسى مع واشنطن أكثر من اكتراثها ببقاء نظام الأسد أو زواله، فإننا سنستطيع بسهولة ترجيح أن تسعى روسيا إلى إطالة أمد الأزمة أكثر من سعيها إلى حلها".

ولفتت المجلة إلى أن ضياع النفوذ الأمريكى والغربى لم يقف عند الحدود السورية بل امتد إلى منطقة الشرق الأوسط، لاسيما الدول التى عصفت بها رياح الربيع العربى.