انتقد الكاتب جاكسون ديل، محرر الصفحة التحريرية بصحيفة "واشنطن بوست"، سياسة الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى الشرق الأوسط، وقال إن سلبية أوباما فى استجابته للتطورات التى تشهدها المنطقة، خاصة فى مصر وسوريا، تدل على حالة غياب الإمساك بدفة القيادة التى طغت على سياسته المتعلقة بالشرق الأوسط.

فلا يوجد أى ادعاء بإستراتيجية، فقط سباق لإبداء رد فعل من أزمة إلى أخرى، وينتهى الأمر فى نهاية المطاف بتعثر بعض الاستجابات مثل قطع المعونة عن مصر أو الضربة العقابية لسوريا أو تحويل مسارها.

ويرى "ديل" أن أوباما لم يقدم أى رؤية، بينما هو حريص على أن يقول بشكل منتظم إنه مهتم بقضايا المنطقة، مثلما قال فى خضم النقاش عن سوريا.

وكان تمرير القرار بشأن سوريا على الكونجرس نوعا من الاعتراف بذلك. ففى خطابه الأسبوع الماضى، لجأ أوباما لأحد صيغ الطريق الوسط قائلا إن أمريكا ليست شرطى العالم، بعدما نقل قول فرانكلين روزفيلت بأن مقاومة التشابكات الخارجية يجب التخلى عنها عندما يكون هناك تحدٍ للمثل والمبادئ التى نعتز بها.

ولن يكون مستغربا، يتابع الكاتب، لو أن أوباما قام بمحاولة لإعادة ضبط سياسته فى الأسابيع القادمة، فربما نستمع لخطابات تهدف لتكريس المبادئ التى يمكن أن تطبق على السلاح الكيماوى لبشار الأسد، وعلى ما يفعله الفريق عبد الفتاح السيسى فى مصر، وعلى عملية السلام العربية الإسرائيلية، وأيضا على البرنامج النووى الإيرانى. لكنه سيكون "نهج الحد الأدنى"، فأوباما لا يريد أن يهدر وقته ورأس ماله السياسى على الأزمات المتعددة فى الشرق الأوسط.

ويعتقد "ديل" أن المشكلة هى أن محاولة فك الارتباط والادعاء بأنه ليس على الولايات المتحدة أن تقف بجانب طرف ضد آخر فى الصراع بين السنة والشيعة فى سوريا، أو بين الجيش والإسلاميين فى مصر، لا يؤدى إلا إلى نفس الحلقة المفرغة من السلبية ورد الفعل الوقتى التى أصبح أوباما عالقا فيها الآن.

وعلى سبيل المثال فى مصر، يقول الكاتب، إن المساعدات لا تزال مستمرة رغم ملاحقات الإسلاميين والصحفيين والديمقراطيين الليبراليين. وفى البحرين، يستخدم النظام السنى أسلحة أمريكية لقمع الانتفاضة الشيعية، والتمسك بالبقاء فى الهامش فى سوريا يعزز موقف الأسد وإيران والقاعدة.

وختم الكاتب مقاله قائلا: إن السبب فى خلل سياسة أوباما الخارجية يرجع لرفض القبول بأن على الرئيس الأمريكى أن يتعامل مع التاريخ الذى يحدث، سواء كان سقوط حائط برلين أو هجمات سبتمبر أو الثورات العربية أو قوته الفريدة التى تشكله.