كانت تايلاند هى البلد الوحيد فى جنوب شرق آسيا التى لم يتم استعمارها من قبل القوى الأوروبية، لكن هذا لا يعنى أن تلك المملكة تجنبت التأثير الثقافى الأوروبى.

ويظهر هذا التأثير جليا خاصة فى الكنوز المعمارية الموجودة فى الأجزاء القديمة من بانكوك، العاصمة منذ عام 1782، وقد حددت خريطة التراث الأوروبى لبانكوك و أيوثايا، وهى مشروع يتم تحت رعاية المعاهد الوطنية المعنية بتايلاند الثقافية والتابعة للاتحاد الأوروبى، 60 موقعا فى العاصمة وخمسة فى أيوثايا، العاصمة القديمة، بصفتها تقدم أفضل تصور للتأثيرات الثقافية العميقة لأوروبا فى المملكة.

وسيتم توزيع الخريطة،التى أطلقت هذا الشهر، فى السفارات الأوروبية ومكاتب الاستعلامات السياحية التايلاندية، وقد تبدو مفارقة أن يتم اختيار بانكوك لهذا المشروع الرائد التابع للاتحاد الأوروبى والذى قد يتكرر فى عواصم آسيوية أخرى، وقال لوك سيترينوت مدير مشروع خريطة بانكوك، أيوثايا: "عندما تتحدث عن التراث الأوروبي، فإن معظم الناس فى جميع أنحاء العالم يفكرون فى الأماكن التى اعتادت القوى الاستعمارية أن تسيطر عليها، مثل لاوس وفيتنام أو إندونيسيا".

وقال سيترينو الفرنسى الجنسية: "لم يكن أحد ليفكر فى تايلاند ... لكن تايلاند لديها تاريخ مدهش لان أوروبا كانت مؤشر تحديثها قبل 100 عام".

وينسب الفضل بشكل كبير إلى عائلة تشاكرى الحاكمة فى تايلاند، وبصفة خاصة الملك مونكوت، راما الرابع، و الملك تشولالونجكورن، وراما الخامس، فى أنها كانت تجعل القوى الاستعمارية تواجه بعضها بعضا فى الوقت الذى كانت تواصل فيه القيام بإصلاحات لتحديث البلاد الأمر الذى ساعد فى الحفاظ على البلاد مستقلة.

وتضمنت الدبلوماسية الناجحة ترحيب التايلانديين بجميع الأوروبيين فى عاصمتهم، بما فى ذلك الفنانين والمهندسين المعماريين والمهندسين الاخرين .

وأضاف سيترينو: "هذا ما يجعل بانكوك فريدة من نوعها.. فبدلا من وجود نمط واحد، نجد هذه المدينة مزيج غير عادى على هذه الخريطة".

والموقع الأول على الخريطة، وهو أمر يثير الاستغراب إلى حد ما، هو قاعة عرش تشاكرى مها براسات فى القصر الكبير، أحد المحطات السياحية الأكثر شعبية فى بانكوك.

وقد صمم المهندس المعمارى البريطانى جون قاعة العرش التى شيدت بين عامى 1876 و 1882 للاحتفال بالذكرى المئوية لعائلة تشاكرى الحاكمة.

ويمكننا أيضا أن نشاهد فى القصر الكبير مجموعة الزى الرسمى (للجنود) فى متحف الجيش الملكى التايلاندى. يشار إلى أن الزى الرسمى صممه الخياط البولندى ستانيسلاف دوست.