تقول خبيرة التطوير النفسى والاجتماعى هبة سامى، إنه عندما ندير حوارًا أو نقاشًا مع شخص ما، سواء كان زميلا أو صديقا أو زوجا أو حتى أحد الأبناء، ونتعامل معه على أننا أكثر ذكاءً وتفكرا ويجب أن يتبعنا، فإن هذا لن يثبت أننا على حق، وهذا الأسلوب من جلد للآخرين لا يُعلم الآخر أو يفهمه ولا يقوم".

وتحذر من أن "جلد الآخر يعد واحدًا من أهم أسباب انهيار العلاقات، وتراجع المجتمعات وعدم تقدمها، حيث يريد كل شخص فيها أن يجعل الآخرين يتبعونه، رغم أن الأفكار يجب أن تتكامل، والاحتياجات كذلك، وحين نجلد الآخر تغيب الحقيقة".

وتضيف "جلد الآخر ما هو إلا وسيلة للانتصار للنفس وإهانة الآخر، ومهما كان الإنسان يعرف ويفهم أكثر من الذى يناقشه يجب أن يحترم رأيه، ويحتويه حتى ولو كان يراه خاطئًا، فكل منا يرى أنه على حق، والآخر على باطل، وإذا تشبث كل منا بموقفه لن نصل إلى الصواب أبدًا".
كما تشير إلى أن "هذا السلوك قد يكون ناتجًا عن تجارب سلبية مؤلمة أو أفكار خاطئة موروثة، ولكنه دائمًا دليل على ضيق الأفق، فكلنا نحتاج إلى الاحتواء، والمشاركة"، وتتابع "حتى لو كنا على صواب، لن يتبعنا أى شخص مهما كانت علاقتنا الإنسانية به إذا جعلناه يشعر أنه أقل منا، وأنه لابد أن يطبق ما نقول ونفعل، ونفقده هويته وثقته بنفسه".

وتحذر خبيرة التطوير النفسى من أن هذا الأسلوب من شأنه أن يقتل الإبداع داخل الآخر، فلو كل منا رأى أن كل ما سبق هو الحقيقة والصواب المطلق ما كنا تقدمنا، وما كان المخترعين والعلماء والمفكرين وجدوا أساليب جديدة للحياة والتفكير والرقى والتقدم، فمن قالوا عنه يوماً ما إنه يعانى تأخرًا عقليًا.. أضاء العالم باختراعه المصباح الكهربى "توماس إديسون".

وتنصح هبة سامى كل شخص ألا يحيط نفسه بأولئك الذين يهوون جلد الآخرين، وتقول "لا تكن قريبًا ممن ينقص تقديرك لنفسك دائمًا، بل ابتعد عنه وتواجد وسط مجتمع يحفزك على الإبداع، فأنت تستطيع أن تفكر وتصل للحائق دون النظر إلى نموذج ما على أنه الصواب المطلق الذى يجب أن يطبق".

وأخيرًا تشدد على أن "جلد الآخر ما هو إلا وسيلة تقول بها عن نفسك أنك ضعيف جداً، وأفكارك ضعيفة ولا يجب أن تُطبق"، وتتابع " تعلم كيف تتواصل مع الآخرين وكيف تجعلهم يتعلمون منك ويحملون قيما حقيقة إذا كانوا أبناء تربيهم، وكيف تجعل زوجتك تشعر أنك تقدر عقلها، وضح لها أسباب ما تمنعها عنه، ولو كانت أسباب عاطفية كالخوف والحب بتعبير صحيح، ستجدها طائعة محبة، ولو كانت رافضة.. حتى لا تراك.. تفترى عليها.. فنضع أنفسنا والآخرين فى قوالب بعيدة كل البعد عنا.. لكن سوء تعبيرنا هو من يقودنا للأسوء فى كل شىء، ونرتكب فى حق أنفسنا والآخرين ما لا يُغتفر أكثر من أى خطأ تريد أن تُصححه أو فكرة تنقلها وتُعدلها لدى الآخر"،

وختامًا " تأمل فى علاقاتك وأسباب فشلها وأسباب فشل فكرتك وتطبيقها قد تكون أنت السبب وأنت لابد من يتغير قبل أن تطالب العالم بالتغيير".