لماذا يجب أن تتفاخر ؟ ! وكيف تتفاخر دون أن تتكبر؟

لا شك أن أول ما نسمع بكلمة التفاخر يتبادر إلى الذهن مفاهيم سلبية مثل ( انه شيء أناني وبغيض وينطوي على استكبار وهو خطأ فظيع ) لكن صدقوني لو ظللنا نقنع أنفسنا بهذه المفاهيم سيولد عندنا شعورا متطرفا ولا يترك مجالا لأي حل وسط يصبح الشخص من خلاله قادرا على الإعلان عن ذاته ببراعة وأنا اعتقد أن أي واحد منا سيغير رأيه عن التفاخر عندما يحضر لمثل هذا الشخص الذكي الواثق من نفسه المحب لها بل وأكثر من ذلك يريد بجد أن يفعل مثله
ولكن أيّ تفاخر نحن نقصد هل نقصد تلك المبالغة الفجة بالإنجازات الخاصة والاستمرار بطرحها في أي وقت وأمام أي كان ؟!
أو ادعاء ماهو غير موجود أصلا فيبدو الأمر وكأنه تمثيلية قائمة على الكذب واستخفاف الآخرين وعدم مراعاتهم ؟!
أو ذلك التفاخر العفوي من دون أي إعداد صحيح و من دون أي حماس صادق للذات
والتقد ير موضوعي لها ؟!
كل الأمور السابقة ( اختيار التوقيت السيئ وغياب الإعداد وإساءة فهم المرء لمستمعيه وغيرها مما ذكر سابقا )
تؤدي إلى فشل التفاخر

إذا ماهو قاموس التفاخر الصحيح ؟
التفاخر : هو أن تتحدث عن أفضل ما في ذاتك ( من اهتمامات وأفكار وإنجازات ) باعتزاز وحماس وبأسلوب حواري يهدف إلى إثارة الإعجاب والاهتمام والعجب دون ادعاء أو مغالاة أي دون أن تكون بغيضا
مقتطفات التفاخر :هي شذرات من المعلومات الملفتة للنظر عن أفضل ما لدى المرء يتم التعبير عنها بأسلوب موجز يعلق بالذاكرة . إنها تعمل كضمان للذاكرة لكي يتذكر الناس شيئا جذابا عنك ، ويمكن إلقاؤها خلال الحوارات كجواهر فريدة أو يتم دمجها معا لصياغة حديث تفاخر أطول .
أحاديث التفاخر : تتراوح بين حيث بالمصعد من ثلاثين ثانية وحديث منفرد من ثلاث دقائق ومعلومات عن نفسك يتم نقلها بأسلوب حواري قصصي يلتصق بالذاكرة ويثير الاهتمام والحماس والإعجاب.
حقيبة التفاخر : هي المجموعة التي تشتمل على جميع المعلومات عن أفضل ما لديك والتي تكون في متناول يدك ، وهي تضم الإنجازات والهوايات والاهتمامات ، أو جميع التفاصيل النابضة بالحياة التي تصف ماهية المرء من الناحية الشخصية والمهنية على حد سواء
نصائح التفاخر : وهي نصائح ودية حول طريقة إلقاء تفاخرك بأسلوب رائع وفي هذا المجال نذكر الأفكار المفيدة التالية :
• كن في أحسن حالاتك وأعرض أفضل ما في ذاتك بصدق .
• انظر أمام من تتفاخر.
• ألق حديث تفاخرك مصحوبا بالقصص الهادفة المسلية .
• اجعل حديثك قصيرا وبسيطا .
• تكلم مع مستمعيك لا إليهم
• كن قادرا على تدعيم ما تقول .
• اعرف متى تتفاخر.
• قم بتحديث وتجديد أحاديث التفاخر.
• كن دائما على استعداد.
• تحل بروح الدعابة.
• استخدم عينيك وأذنيك ورأسك وقلبك جميعا

موانع التفاخر : جميع الأعذار والموضوعات التي يوردها الناس كمبررات لعدم التفاخر.

هذه الموانع أو الأسئلة التي قد تخطر على البال عند الترويج لموضوع التفاخر

.(.ولكن .....في ثقافتي أو ديني يعتبر التفاخر خطيئة كبرى )

وهنا نقول لك إننا نتفهم حقا أعرافك وتقاليدك الثقافية والدينية ولكن نظن أن هناك مساحة من الحرية في جميع الأديان والثقافات وإننا لا نطلب منك أن تقدم نفسك باستعراض ولكن أن تتعلمه كعمل ذكي إذا قمت به بالشكل الصحيح فإن من يسمعوك لن يدروا حتى ماذا حدث. وهنا يفيد أن تتذكر أن الله لن يساعد إلا من يساعدون انفسهم
وأن العزوف عن ترويج الذات له تبعات سلبية حيث يمكنه التأثير على الإحالات ومفاوضات خطة العمل والراتب والمهام البارزة والترقيات ، علاوة على أنه قد يجعل الدماء تغلي في عروقك عندما ترى الآخرين يسبقونك بل حتى يأخذون ما تستحقه من فرص

(ألا يلفت التواضع إليك الأنظار أكثر ؟!)
إن التواضع فضيلة ذات جذور دينية وروحانية يتم تعليمها في كل أرجاء العالم . ولكن المشكلة أن قليل جدا منا الذين يتعلمون كيفية التوفيق بين فضيلة التواضع والحاجة إلى ترويج أنفسنا في مكان العمل وعندما يركز التعليم والتدريب على ترويج أنفسنا يركز على ملابسنا ونظافتنا وقواعد سلوكنا وسيرتنا الذاتية والخطوات الثابتة في تقديم أنفسنا والتعريف بها وقلما نتعلم على الترويج لأنفسنا بيسر وصدق وارتياح أكثر ونظن أننا إذا أضفينا طابعا شخصيا على رسالتنا أو أبدينا قليلا من الانفعال نكون غير محترفين رغم أن الحقيقة هي أن هذا بالضبط ما يجعلنا مروجين ناجحين لذواتنا.

(لست مضطرا للتفاخر فالناس سيتولون الأمر بدلا عني )
أمر رائع أن يقوم شخصا ما بتقديمك لكن ليست هذه هي الأداة الوحيدة الجذابة ولا تشكل بديلا عنك أنت ..، فإن
فإن أحدا لن يعنى باهتماماتك بكل وجدانه كما ستفعل أنت ولا أحد سيروي قصتك ليستثير الناس تجاهك مثلما تفعل أنت بالإضافة إلى أن 90% من الحالات التي يتكلم رؤساؤك مع الآخرين بشكل إيجابي عن عملك ، إنما هم يفعلون ذلك لأنه يمسهم ويفيدهم بشكل أو بآخر ولسوء الحظ فإن الإطراء يصوغوه على النحو الذي يعزز موقفهم أكثر مما يعزز موقفك .

(ولكن .....ربما لو اكتفيت بالترويج للآخرين .فإنهم سيروجون لي أيضا)
فعلا هناك ميزة فيما يسمى" بالترويج المتبادل " ومن الراثع حقا أن تعترف بإنجازات الآخرين وتأمل أن يكون هذا متبادلا بالرغم من الواقع الذي لا يؤكد التبادلية التي تبغيها بتواضعك في كل المرات ، وعليك أن تتأكد عندما يتكلم الآخرون ، يقولون ما تريد منهم قوله وكثير من الناس لا يستريحون للترويج للآخرين تمتما مثل عدم ارتياحهم للترويج عن أنفسهم .

(ولكن .....ما كان ليسعني تحقيق هذا لولا الجميع ، إنه إنجاز الفريق بأكمله )

ربما أنت على صواب وماكان ليسعك فعله يدونهم ، وهذا لا يعني أنك لم تلعب دورا كبيرا في نجاح الفريق . إذا وأنت تتفاخر بجميع من عداك تذكر أن تتفاخر بنفسك أيضا.

(ولكنني شخص انطوائي ، والحديث عن نفسي يتعارض مع طبيعتي )

تغلب على طبيعتك !! إن كونك انطوائيا لن يجعلك محط الاهتمام لذا امض خارج حدود نفسك وتفاعل بايجابية مع من حولك . هذا هو أسلوب الحياة وهو السبيل الوحيد للمضي قدما والنجاح فيها.

(ولكن .....إذا كنت على رأس فريق العمل الذي أنت فيه ، فما حاجتك إلى ترويج ذاتك ؟ )

لأنك تحتاج دائما إلى إثبات ذاتك بغض النظر عن مدى رفعتك وكلما ارتقيت أعلى ، كان ذلك متوقعا منك أكثر من ذي قبل . لذا فمن الأفضل أن تتحدث عن نفسك بصوت مسموع .

(ولكن هل أحتاج حقا للتفاخر طيلة الوقت )

كن مستعدا له كل وقت وكن تماما مثل فتيان الكشافة ..لنفخ البوق في أي وقت ولكن هذا لا يعني أن تفعل ذلك طيلة الوقت ، أو أن تفعله في الأوقات والأماكن غير المناسبة . إنما يعني أن تفعله عندما يبدو مريحا بعد أن تكون قد تعلمت الأسلوب المناسب الذي يجعلك تبدو أكثر راحة من خلال الكتب أو الدورات المناسبة

(هل يمكن التفاخر تكنولوجيا ؟!!!!)

إن التفاخر تكنولوجيا يختلف عن الترويج للذات وجها لوجه ، فبغياب تعبيرات الوجه ونبرة الصوت ولغة الجسد يصبح ما نقول وكيف نقوله سواء كتبناه في بريد الكتروني أو سجلناه على بريد صوتي أو عبرنا عنه عبر الهاتف أمرين ذوي أهمية خاصة ولكي تكون بارزا وتترك انطباعا طيبا يجب أن تكون أستاذا في التكنولوجيا كي تنقل شخصيتك الفذة من خلال تفاخرك الذي سوف يفيدك بأمور مهمة :
فباستخدامك للتفاخر التكنولوجي يمكنك أن تحيط من تريد إثارة إعجابهم علما بتقدمك ونجاحك في لحظة واحدة
أينما كنت ومهما كانت المسافات التي تبعدك عنهم.
وبالتفاخر التقني يمكنك أن تفتح الأبواب التي كانت مغلقة مما يتيح. لك إقامة اتصال شخصي مع المهنيين ذوي الرأي المهم.
والتفاخر التقني الفعال من شأنه أن يجعلك نصب أعين جميع الأشخاص المهمين لترشيحك لشغل جميع أنواع الفرص المهنية .

(ولكن إذا كنت تحسن ما تعمل ،أفلا يتحدث عملك عن نفسه؟)

هذا كلام طيب وممتاز إذا كان هناك مستمع ، ولكن هذه الأيام وفي عصر حمل المعلومات الزائد وعمليات الاندماج والإدارة المشغولة ، لا يمكن للمرء افتراض أي شيء ولا بد أن تتذكر أن الآخرين لا يستيقظون في الصباح وهم يقولون لأنفسهم : مالذي يسعنا فعله من أجلك .

(ولكن لا أرى بأسا في التفاخر بشخص آخر ، لا بنفسي )

هذا عار كبير ، لأن هذا يعني حقيقة أنك لا تعتز بنفسك مثلما تعتز بالآخرين ، أو أنك لست في مثل براعة الآخرين فإذا كان هذا يبدو مألوفا لك فعليك كثير من العمل لتقدير ذاتك.

(ولكن أليس التفاخر مجرد تباه يسيء للآخرين )

نعم يمكن للتفاخر أن يكون له هذا الأثر إذا كنت تتعالى على الناس وتتعامل معهم بغطرسة ، ويجب أن تكون بارعا في اختبار حساسية من تتعامل منهم وهذا أمر مطلوب في كل شؤون الحياة الأخرى . كما انك إذا قمت بدمج إنجازاتك ببراعة وممتع في نسيج الحوار ، فلن يظن احد انك مزهو بل إنهم في حقيقة الأمر سيطلبون سماع المزيد منك

(ولكن ....قد جربت التفاخر ولم يحقق لي أي نجاح أو فائدة )

إذا كنت تشعر بشيء من نفور الناس أو عدم تحقق شيء مما تصبو إليه فلتثق بحدسك فقد تكون فغلا على صواب .قيّم محاولتك الأخيرة وأجب نفسك بصدق عن الأسئلة التالية : هل كان ما قلت ذا مغزى وقيمة للشخص الآخر ؟
وهل كان في نطاق الحوار ؟ ، وهل كان إلقاؤك يجمع بين الأسلوب والجوهر ؟وهل كان الوقت الوقت الأمثل
لتفاخرك ؟


والآن وبعدما قرأتم عن أهمية التفاخر، وخصوصا في ميدان العمل والمكاسب التي يمكن أن يعود بها عليك من حيث إبراز ذاتك الحقيقية وإبداعاتها، ومن حيث اكتساب الفرص لتحقيق مزيد من الإنجازات ،وكذلك ما ستجنيه من اكتساب علاقات أقوى تفيد من خلالها وتستفيد بشكل أكبر ، حان الوقت لمعرفة كيف تعد حقيبة التفاخر الخاصة بك لتكون معك أينما كنت .وهذا ما ستعرفوه يتبع>>>


والآن وبعدما قرأت عن أهمية التفاخر وخصوصا في ميدان العمل والمكاسب التي يمكن أن يعود بها عليك من حيث إبراز ذاتك الحقيقية وإبداعاتها ومن حيث اكتساب الفرص لتحقيق مزيد من الإنجازات وكذلك ما ستجنيه من اكتساب علاقات أقوى تفيد من خلالها وتستفيد يشكل أكبر حان الوقت لمعرفة كيف تعد حقيبة التفاخر الخاصة بك لتكون معك أينما كنت .

وهذا 12 سؤال هام لتقييم الذات وإبراز أفضل ما فيها :

1. ما الإيجابيات الخمس التي ترى أنت والآخرون أن شخصيتك تتسم بها ؟

2. ما الأشياء العشرة الأكثر تشويقا التي فعلتها أو التي وقعت لك ؟

3. ماذا تعمل لكسب عيشك وكيف بلغت هذا العمل ؟

4. مالذي يروقك أو تحبه في وظيفتك أو مهنتك الحالية

5. كيف تستفيد وظيفتك أو مهنتك من مهاراتك ومواهبك ، وما المشروعات التي تشارك فيها الآن وتعرض هذه المهارات والمواهب أحسن عرض ؟

6. ما النجاحات المهنية التي تعتز أكثر ما تعتز بإنجازها ( من الوظيفة الحالية والوظائف السابقة )؟

7. ما المهارات الجديدة التي اكتسبتها خلال العام الماضي ؟

8. ما الصعوبات التي تغلبت عليها لتصل حيث أنت اليوم على المستوى المهني والشخصي معا ، وما الدروس المهمة التي تعلمتها من بعض أخطائك ؟

9. ما التدريب أو التعليم الذي أنهيته وما الذي اكتسبته من تلك الخبرات ؟

10. ما المؤسسات التي تنتمي إليها وبأي صورة ، عضو ، أو عضو مجلس إدارة ، أو أمين صندوق ، أاو ما أشبه ذلك ؟

11. كيف تقضي وقتك خارج العمل ، بما في ذلك الهوايات والاهتمامات والرياضة والأسرة والأنشطة التطوعية
12. على أي نحو تحدث تغييرا في حياة الناس ؟


طبعا لا يتعين عليك أن تجيب عليها بالترتيب وتذكر انه كلما أعطيت هذا التمرين وقتا أطول قدمت تفاصيل أدق وتيسر عليك صياغة مقتطفات وأحاديث إعلانية تجمع بين الوضوح والتشويق بالنسبة لمن لا يعرفونك جيدا
إنك كما تحمل اسما لأنك تحمل تاريخا ، لذا فكر في هذا التمرين كقائمة مخزون تحوي جميع ما فعلته وتفخر بإنجازه في حياتك الشخصية والمهنية فمعلوماتك الشخصية والمهنية تشكل أساس حملة الإعلان الخاصة بك وهي تجسد ما يمكنه أن يبرز بقوة أفضل ما لديك وما تود أن يعرفه الآخرون عنك ،. ومن خلال الإجابة عن هذه الأسئلة ، لن تندهش فقط لمقدار إنجازاتك ومدى ٌدرتك على إثارة الاهتمام ، بل ستدرك أن أجزاء حياتك تشكل قطعا متصلة يمكن دمجها في قصص جذابة تساعدك على نيل الوظيفة أو الترقية أو التقدير الذي تسعى إليه

وهنا لي كلمة خاصة : اصدق في نيتك برغبتك في إبراز ذاتك ولتجعل لهذا الهدف رسالة سامية تشمل الخير لنفسك وللعالم وللآخرين وتعلم الطرق الصحيحة لذلك فأنت بذلك تأخذ بالأسباب ولذلك سيكون توكلك صحيحا مباركا على مالك الملك القادر المقتدر مدبر الأمور كلها سبحانه وتعالى وثق به وكن دائما عند حسن ظنه وأحسن دائما الظن فيه والظن بنفسك وما تعتقد عنه اشحذ إيمانك دائما وآمن بنفسك واسع لحقها جيدا حتى يؤمن بك الآخرون ويعطونك ما تستحق

ولمعرفة المزيد عن التفاخر الصحيح وكيفية التدرب على إتقانه يمكنكم الرجوع إلى كتاب ( التفاخر ) كيف تعلن عن نفسك دون غرور أو فشل ، من تأليف بيجي كلاوس وهي مدربة التواصل في كبرى الشركات العالمية