الإيمان بالكتب السماوية ..

الكتب في اللغة : جمع كتاب بمعنى مكتوب ، مثل فراش بمعنى مفروش ، وإله بمعنى مألوه ، وغراس بمعنى مغروس .
ومادة (كتب) تدور حول الجمع والضم، وسمي الكاتب كاتباً ؛ لأنه يجمع الحروف ويضم بعضها إلى بعض .
ومنه الكتيبة من الجيش سميت كتيبةً ؛ لاجتماعها ، وانضمام بعضها إلى بعض، ومنه تسمية الخياط كاتباً؛ لأنه يجمع أطراف الثوب إلى بعض ، كما في مقامات الحريري ، حيث قال ملغزاً :


وكاتبين وما خطت أناملهم




حرفاً ولا قرأوا ما خط في الكتب

ويَقْصدُ بهم الخياطين .
والكتاب في الأصل اسم للصحيفة مع المكتوب فيها كما في قوله تعالى : [ يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ ] يعني صحيفة مكتوبا فيها .
والمراد بالكتب هن ا: الكتب والصحف التي حوت كلام الله تعالى الذي أوحاه إلى رسله عليهم السلام . سواء ما ألقاه مكتوباً كالتوراة ، أو أنزله عن طريق الملك مشافهة فكتب بعد ذلك كسائر الكتب .


ومعنى الإيمان بالكتب : التصديق الجازم بأن كلها منزل من عند الله عز وجل على رسله إلى عباده بالحق المبين والهدى المستبين، وأنها كلام الله عز وجل لا كلام غيره ، وأن الله تعالى تكلم بها حقيقة كما شاء وعلى الوجه الذي أراد، فمنها المسموع منه من وراء حجاب بدون واسطة ، ومنها ما يسمعه الرسول المَلَكي ويأمره بتبليغه منه إلى الرسول البشري كما قال تعالى : [ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيم ]

أهمية الإيمان بالكتب : الإيمان بالكتب أصل من أصول العقيدة، وركن من أركان الإيمان، ولا يصح إيمان أحد إلا إذا آمن بالكتب التي أنزلها الله على رسله عليهم السلام
وقد أثنى الله عز وجل على الرسل الذين يبلغون عن الله رسالاته فقال عز وجل : [ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللَّهَ ]

حكم الإيمان بالكتب :
الإيمان بكتب الله التي أنزل على رسله كلها ركن عظيم من أركان الإيمان وأصل كبير من أصول الدين، لا يتحقق الإيمان إلا به. وقد دل على ذلك الكتاب والسنة .
فمن الكتاب قوله تعالى : [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدا ]



وللإيمان بالكتب آثاره العظيمة على المؤمن فمن ذلك :
- شكر الله تعالى على لطفه بخلقه وعنايته بهم حيث أنزل إليهم الكتب المتضمنة إرشادهم لما فيه خيرهم وصلاحهم في الدنيا والآخرة .
- ظهور حكمة الله تعالى حيث شرع في هذه الكتب لكل أمة ما يناسبها، وكان خاتم الكتب القرآن العظيم مناسبا لجميع الخلق في كل عصر ومصر إلى قيام الساعة.
- إثبات صفة الكلام لله تعالى وأن كلامه لا يشبه كلام المخلوقين، وعجز المخلوقين عن الإتيان بمثل كلامه.
- العلم بعناية الله؛ حيث أنزل لكل قوم كتاباً يهديهم به...
- التحرر من زبالات أفكار البشر بهدي السماء.
- السير على طريق مستقيمة واضحةٍ لا اضطراب فيها ولا اعوجاج .
- الفرح بذلك الخير العظيم
- شكر الله على هذه النعمة العظيمة .
- التحرر من التخبط الفكري والعقدي