كم من إنسان يعيش تعيساً حزيناً بسبب أمر تافه حقير.. إنه يُواصل ليله نهاره.. يمتنع عن الطعام والشراب.. يهجر الناس.. يعتريه الهم والحزن.. كل هذا.. لأنه شغل نفسه بتوافه الأمور.. ألم يقرأ ما ورد فى الأثر: ( إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفا سفها ).
إن هذا المسكين قد أشقى نفسه وأحزنها بسبب أمر لا قيمة له.. فأيها المسكين تعال وعش هذه السطور بقلبك وعقلك تلحق بركب السعداء.. إن شاء الله..



العمالقة لا يعرفون التفاهات

• رُمى أحد الصالحين بين براثن أسد جائع فأنجاه الله منه، فقيل له: فبم كنت تفكر؟!.. قال: أفكر في لعاب الأسد هل هو طاهر أن نجس..
• انقلب قارب في البحر فوقع عابد في الماء فأخذ يُؤضىء أعضاءه عضواً عضواً.. فأنجاه الله من البحر فسُئل عن ذلك.. فقال: اجتهدت أن أتوضأ قبل الموت لأكون على طهارة..
• أشار الإمام أحمد فى سكرات موته إلى تخليل لحيته بالماء وهم يوضئونه.
دخل النار لتفاهته..
• عن عمر بن الخطاب: لما كان يوم خيبر أقبل نفرٌ من أصحاب النبي – ص - فقالوا: فلان شهيد وفلان شهيد.. حتى مروا على رجل فقالوا: وفلان شهيد.. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( كلا إني رأيته في النار في عباءة غلّها ).
• يا سبحان الله.. الجميع دخل الجنة إلا هذا التافهة.. لقد ترك التفكير في عظائم الأمور.. في الشهادة.. في الجهاد.. في نصرة الدين.. إلى.. إلى ماذا؟!.. إلى التفاهة.. إلى هذه العباءة التي غلّها أي سرقها… ألست معي.. أنه يستحق النار..
انظر ما همّه!
عن عائشة - رضي الله عنهما - قالت: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنك لأحب إلىّ من نفسي.. وإنك لأحب إلىّ من ولدى.. وإني لأكون فى البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتى فأنظر إليك.. وإذا ذكرت موتى وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رُفعت مع النبيين.. وأنى إذا دخلت خشيت أن لا أراك.. فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً حتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية: { ومن يُطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً }.
واعدتني فتاتي فأخلفت..
ويحفظ لنا التاريخ أن أعداء المسلمين لما أرادوا غزو بلاد المسلمين فى فترة من الفترات أرسلوا جاسوساً.. فأخذ يتجول فى البلاد فوجد فتى يبكى.. فسأله عن سبب بكائه.. فأجابه: لقد كنت أرمى فأصيب عشرة من عشرة أما اليوم فأصبت تسعة من عشرة فأنا أبكى على هذه الواحدة.. فأرسل الجاسوس إلى بلده: أن عودوا فالوقت غير مناسب.. ومرت الأعوام والجاسوس يبحث عن الفرصة المواتية.. حتى وجد فتى آخر يبكى.. فسأله عن سر بكائه فأجابه الفتى: واعدتني فتاتي فأخلفت.. فسعد الجاسوس وأرسل إلى بلده: الآن.. فقد حان الوقت..
أتدرون لماذا؟!.. لأن القوم صار للتفاهة بينهم شأن..
وفى النهاية..
أيها الحبيب الكريم: اطرح التفاهة والاشتغال بها تجد أكثر همومك ذهبت عنك.. وتجد السرور قد عاد إلى قلبك..