أصدرت مكتبة الأسرة الطبعة الثامنة من كتاب "الأعمدة السبعة للشخصية المصرية" للدكتور ميلاد حنا، الذى تحل ذكراه الثانية فى نوفمبر القادم ضمن إصدارات مكتبة الأسرة التى تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب.
والكتاب يقع فى 176 صفحة من القطع الكبير، وتدور فكرته المحورية حول مفهوم هوية الشخصية المصرية الغنية بالانتماءات التى تراكمت عبر العصور المختلفة. فكل مصرى مهما تكن درجة علمه أو ثقافته، ابتداء من أستاذ الجامعة المتعمق والمتفتح على حضارات عصرية إلى الفلاح البسيط الذى لا يقرأ ولا يكتب فى عمق الريف أو صعيد مصر متـأثرا بالزمان والمكان، ومن ثم فكل مصرى فى أعماقه أمته من العصر الفرعونى وإلى يومنا هذا، مرورًا بمراحل "اليونانية – الرومانية" ثم القبطية فالإسلام، لا بد أيضا أن يكون متأثرا بالمكان، أى بالموقع الجغرافى المعاصر، ومن ثم فهو "عربى"، لأن مصر تقع فى موقع القلب بالنسبة للمتكلمين بالعربية، ثم هو بحر أوسطى بحكم الإطلالة التاريخية والجغرافية على هذا الحوض العتيد الذى تكونت من حوله حضارات العالم – من السلوم ومرسى مطروح غربًا إلى العريش ورفح شرقًا - ولكننى فوق ذلك وقبله، وربما لكى يكتمل العدد إلى رقم 7، لم أنس انتماء مصر إلى أفريقيا التى تقع فى الشمال منها.
يضم الكتاب مقدمة بقلم ميلاد حنا الذى توفى فى العام الماضى، قال فيها أن شعب مصر لنا جميعا هذه المكونات السبعة ومن الطبيعى أن يفضل بعضنا الانتماء الفرعونى، بينما البعض الآخر يراه انتماء لعصور وثنية قد ولت وانتهت إلى غير رجعة، وأن البدائل المقبولة هى الانتماء إلى العروبة والإسلام.
ويتضمن الكتاب خمسة فصول، الأول حول مصر رقائق الحضارات، والثانى يؤكد أن مصر لن تتعرض إلى التجزئة، والثالث كان شرحا للأعمدة السابعة للشخصية المصرية باعتبار انتماءات تاريخية أربعة هى الانتماء للحضارة المصرية القديمة وللعصر اليونانى الرومانى والعصر القبطى والعصر الإسلامى، والفصل الرابع انتماءات بحكم المكان، انتماء مصر العربى وللبحر المتوسط ولإفريقيا.
ويؤكد المؤلف أن داخل كل شخصية مصرية تلك الأعمدة السبعة، ويشير فى الفصل الخامس إلى أننا مع ذلك لسنا قوالب متماثلة فلكل منا شخصيته القائمة على تلك الأعمدة.

ويختتم ميلاد حنا كتابه بان الأمر لا يقتصر على هذه الانتماءات السبعة أو غيرها لشخصية المواطن المصرى، لأننا فى النهاية لسنا قوالب أو أنماطًا متكررة، رغم هذه القاعدة والأرضية المشتركة لأمزجة من ينتمون إلى وطن واحد، فلكل منا ذاتيته وخصوصيته وتفرده، ولذلك فقد خصصت الفصل الأخير من الكتاب لتوضيح الانتماءات الشخصية التى تتراكم عادة للفرد، والتى تبدأ مع الأسرة ثم الحى أو القرية ثم المدرسة، فالمهنة فالارتباط بالعمل، فضلاً عن الانتماء الدينى والأيديولوجى، وكيف أن "لعبة الحياة" هى فى حسن استخدام كل منا لما لديه من انتماءات.