مفهوم الزمن الأعلى والزمن الأدنى ، وهي من المفاهيم التي نستخدمها كثيرا للتعبير عن حالة الانتباه والوعي عند الإنسان ، وهي حالات من الانتباه يتقلب بينها الإنسان في حياته الاعتيادية . وإليكم شيء من التفصيل في هذا الموضوع ..


الزمن الأعلى : Uptime
في حالة الزمن الأعلى يكون وعي الإنسان وانتباهه مركز إلى الخارج ، وتكون الحواس متحفزة ومتيقظة للصور والأصوات والروائح وغيرها من المثيرات الحسّية من حولنا .. وفي هذه الحالة حواسنا تأتي بالكثير من المتغيرات والمعطيات الخارجية بشكل يجعلنا في حالة اتصال أفضل بمن حولنا نرى تعبيراتهم ونسمع كلماتهم ونتعامل معهم بانتباه وتركيز .

الزمن الأدنى : Downtime
يكون هنا تركيزنا على مشاعرنا وأفكارنا وأحاديثنا مع أنفسنا فالوعي مشدود إلى عالم الإنسان الداخلي .. هنا ينسحب الوعي الخارجي من الزمن الأعلى إلى الداخل . في الزمن الأدنى نلتفت لحواسنا الداخلية وعالمنا الداخلي وعندما نعيش حالة الزّمن الأدنى يكون تعاملنا مع صور متخيلة أو متذكرة وأحاديث نفس واستدعاء الخبرات الداخلية والمشاعر وننتبه لأحاسيسنا الداخلية وهنا تفقد حواسنا التركيز والانتباه الكلي أو الجزئي بالعالم من حولنا ، فهي حالة ارتخاء الحواس وبالتالي الاتصال بالعالم من حولنا يكون غير منتبه وواعي بالكامل ولا يعطي صورة كاملة .
فقد نجلس في مكان ما وعندما نخرج منه نجد صعوبة كبيرة في تذكر صور كانت في المكان أو أصوات ويصعب علينا استحضارها للأننا لم نكن في حالة انتباه ووعي كافي أو بتعبير آخر كنا نعيش حالة الزمن الأدنى .

الناس في الوضع الطبيعي تتنقل بين الزمن الأعلى والزمن الادنى .
انتم الآن تقرؤون الموضوع ( الزمن الاعلى والزمن الأدنى ) عيونكم تتابع الكلمات وقد تسمعون أصواتا من حولكم فالوعي هنا جزء منه موجه للعالم من حولنا ولكننا في الوقت نفسه نتفاعل مع الكلمات المكتوبة فيدور في عقولنا حوارا داخليا حول ما تقرؤون فتحللون وتقارنون .. وربما تتذكرون وتتخيلون صورا لمواقف تخيلتم فيها حالات للزمن الاعلى او الادنى . وبالقدر الذي تكون حواسنا موجهه إلى العالم حولنا نكون في الزمن الأعلى ، أمّا إذا كان الوعي مركز في داخلنا فنحن في الزمن الأدنى .

الزمن الأعلى أو الأدني حالات سياقية .
لتحقيق النجاح لابد من مراعاة السياقات التي يتوجب أن نعيشها بوعي أعلى كالتعلم أو لتحقيق تواصل جيد مع الآخرين ، فالزمن الأدنى ليس سياقا سيئا بل نحن نعيشه لنتعامل مع دواخلنا ونتحدث إلى أنفسنا ونحلل ونربط ونتخيل ونتصور لكن هذا السياق سيكون غير مجدي إذا كان حالة شبه دائمة ، أو كان في سياق يتوجب علينا فيه تركيز الحواس والانتباه الى الخبرات الخارجية ، فنحن لعمل تواصل ناجح لابد من أن نكون في زمن أعلى .. وأيضا في حالة التعلم سيكون من غير المجدي أن نغرق في الزمن الأدنى .