وصفت صحيفة (الجارديان) البريطانية الرسائل التى يبعث بها قادة حركة طالبان بأنها "رسائل مختلطة".

ولفتت الصحيفة - فى مقال افتتاحية أوردتها على موقعها الإلكترونى اليوم الأربعاء - إلى إنه لم ير أو يسمع أحد عن الملا محمد عمر، منذ فراره على دراجة نارية من قرية فى جنوب أفغانستان بعد ثلاثة شهور من الغزو الأمريكى فى عام 2001، لذا فرسالة الملا التى جاءت عبر البريد الإلكترونى فى حوالى 5 صفحات لا تعتبر بيانا شخصيا بل ينظر إليها كبيان لمهمة تكليفية.

وأضافت أن "الملا عمر قد وافق، فى الرسالة التى بعثت عبر البريد الإلكترونى، على طلب الرئيس الأمريكى باراك أوباما بعدم استخدام أفغانستان كقاعدة لتهديد بعض الدول الأخرى، ونفى فى رسالته نية طالبان لاحتكار السلطة، موضحا أن القاعدة تفضل إيجاد حكومة شاملة تعتمد على المبادئ الإسلامية".

وأشارت إلى أنه يمكن لمس بعض الأدلة التى تشير إلى وجود جناح معتدل وبراجماتى بين عناصر طالبان، الذين يطالبون بفتح قنوات تواصل وحوار والذين يحظون بدعم من قادتهم، لافتة إلى أن الكثير منهم يتذكرون الحرب الأهلية وتداعياتها، كما أنهم يحبذون التخلص من العزلة الدولية، ويرغبون فى أن يكونوا جزءا من الحكومة التى سوف تحصل كل من الاعتراف والتمويل الخارجى، وهو ما يتطلب الكثير من المحادثات، ليس ذلك فقط مع الأمريكيين ولكن مع المجلس الأعلى للسلام الأفغانى، لتحقيق هذه الأهداف.

ومع ذلك، اعتبرت الصحيفة أن مسألة تقييم الدعم المعنوى الذى يقدمه الملا عمر للمحادثات المرتقبة فى الدوحة، يعتبر أمرا نسبيا.

فمن ناحية أخرى، كشفت الصحيفة عن أن الرسائل التى وجهها الملا عمر تضمنت وعدا باستئناف طالبان قتالها بعد عام 2014، أى بعد انسحاب القوات الأجنبية من البلاد، كما دعا الأفغان إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل، ورغم ذلك لم يصرح علنية بأن طالبان ستوجه إليهم أية ضربات فى ذلك الوقت.

وقالت (الجارديان) إنه "من الضرورى استئناف محادثات الدوحة مرة أخرى وتكثيف محادثات سلام على جميع المستويات، إذ أنه لا ينبغى التخلى عن حافز جدير بوقف هذه الحرب، حتى وإن كانت حركة طالبان مازالت تنتظر ما ستؤول إليه الأوضاع فى البلاد بعد عام 2014، أى بعد انسحاب القوات الأجنبية وإجراء الانتخابات الرئاسية".