صدر حديثاً عن دار التنوير كتاب "المكَاريد" للكاتب محمد غازى الأخرس وفيه يلجُ الباحث العراقى إلى بغداد التى صارت مجرد حاضنة لمختلف الطوائف. فالعجلة تدور، ولا يدوم الأمر على حاله، والأيام دول بين الناس، ومن ثم لم يعد مستغرباً أن ينصب أحدهم سرادق عزاء وسط الشارع، ويضع حواجز لمنع مرور السيارات، فالحمولة العشائرية فرضت سطوتها على سلوكيات المدينة على حساب الدولة.

يقدم المؤلف سياحة نادرة ومثيرة فى مواضيع وقضايا لم يتطرق إليها
إلا على نحو عابر، أو تمَّ تجاهلها عمدا لحساسيتها، فهو لا يتورع عن مسِ جروح الأنا العميقة الناتجة عن التمييز الاجتماعى لعراق القرن العشرين وما تلاه.

إنه يستعين لسان "المكاريد"، وهى صفة لمَن لا حول لهم ولا قوة، ليكشف بشاعة الصورة الرسمية المطروحة عنهم وعنصريتها ويستحضر حكاياتهم وأساطيرهم الشعبية عن ذاتهم وعن الآخرين.