يشرح لنا دكتور أيمن أبوالعلا، استشارى الأمراض الباطنية والجهاز الهضمى أن المرىء هوالأنبوبة أو القصبة الممتدة من البلعوم حتى المعدة ويمر فيها الطعام أثناء البلع للوصول إلى المعدة، وفى أثناء ذلك تنغلق الحنجرة لتمنع دخول الطعام إلى القصبة الهوائية، ومن ثم يقوم المرىء بدفع الطعام لأسفل إلى المعدة عن طريق انقباضات عضلاته بصورة قوية بحركة تشبه حركة الأمواج ويطلق عليها الحركة الدودية ويتم التحكم فيها بفعل عضلات لا إرادية فى جداره.

وأوضح دكتور أيمن أن دوالى المرىء تظهر من السطح الداخلى للمرىء وينتج عادة عن أمراض الكبد المزمنة، وجود الدوالى على سطح الجزء الضيق من المرىء أوعند اتصاله بالمعدة يعنى أنها غير مدعمة بأية أنسجة أخرى ومعرضة للتمزق فى الحالات التى يزيد فيها ضغط الدم فى الدوالى عن درجة معينة.ويمكن اكتشاف الدوالى من خلال المنظار، لكن فى معظم الحالات لا يتم تشخيصها إلا بعد بداية النزف ويمكن أن تتراوح كمية النزيف بين بضع نقاط من الدم – ونزيف قوى يصعب السيطرة عليه ويهدد الحياة.
دوالى المرىء يعد أحد أهم أسباب القىء الدموى خاصة فى البلاد التى تنتشر فيها أمراض الكبد والبلهارسيا، وتنتج عن زيادة ضغط الدم داخل الوريد البابى الكبدى الذى ينقل الدم الوريدى من المعدة والأمعاء إلى الكبد، نتيجة لانسداد مجرى الوريد مهما كانت الأسباب، مما ينتج عنه سريان الدم فى شعيرات دموية جانبية لتخطى تلك المنطقة المسدودة وهنا يتم تحويل مجرى الدم من الوريد البابى الكبدى إلى الدورة الدموية العامة.

وأضاف دكتور أيمن أبو العلا أن هناك عوامل متنوعة تؤدى للإصابة منها إصابة الكبد، التى تؤدى إلى زيادة ضغط الدم فى الوريد البابى الكبدى الذى يشكل المصب الرئيس للدم من الأمعاء والطحال إلى الكبد أولا ثم العودة إلى القلب ثانياً ويأتى ارتفاع ضغط الدم فى الوريد البابى بسبب تليف خلايا الكبد، مما يصعب مرور الدم من خلاله. ونتيجة لهذه المقاومة المتزايدة يلجأ الدم إلى ممرات بديلة للوصول إلى القلب، وتفتح أوعية دموية جديدة لتجاوز الانسداد. وتشمل الممرات الجديدة أوردة غير مصممة لحمل هذه الكمية من الدم، فهى لا تملك الليونة أوالمرونة الكافية وتتزايد حساسيتها وضعفها حيث تستمر فى التمدد ويصبح حائطها أرق فى محاولة للتأقلم مع الدم المتزايد. ولا يكون سبب قصور سريان الدم دائماً واضحاً، فإن إصابة الكبد قد تنتج عن عوامل مختلفة منها تعاطى الكحول بشكل مزمن، العدوى، السموم، الأزمات القلبية أوالأمراض ذاتية المناعة.

يحتاج نزيف دوالى المرىء إلى رعاية طبية سريعة، لمنع فقدان كميات كبيرة من الدم والمضاعفات والتعقيدات التى تنتج عن ذلك فليس كل من يعانى تلف الكبد يصاب بالدوالى، ولا كل من يصاب بالدوالى يصاب بالنزيف، فى الواقع، إن حالات الدوالى الصغيرة نادراً ما تنزف، بينما قد تنزف دوالى المرىء غير المصحوبة بقىء دموى تستخدم مثبطات ضغط الدوالى كالبروبرانولول بشرط عدم وجود موانع للاستخدام كأمراض القلب والأمراض التنفسية المزمنة.

وقال دكتور أيمن إن هناك حالات تستدعى النقل السريع للمستشفى أما فى حالات دوالى المرىء المصحوبة بقىء دموى فتعتبر من حالات الطوارئ الطبية التى تستدعى سرعة نقل المريض إلى المستشفى الذى قد يحتاج إلى نقل دم لاستعادة حجم الدم الطبيعى، وبالتالى ضغط الدم الطبيعى ومعدل ضربات الدم الطبيعى واستعادة عدد خلايا الدم الطبيعية، وضرورة حماية مجرى التنفس فى حال كان المريض فاقدا الوعي، ونقل البلازما وفيتامين K فى حال نقص عوامل التجلط ويجب عمل المنظار مباشرة بعد استقرار حالة المريض.

أما طرق العلاج فإن الربط عن طريق المنظار الداخلى يعتبر أحدث تقنية يتم خلالها ربط الأوردة المنتفخة بأربطة مطاطية مرنة، وتعتبر هذه الطريقة أكثر سلامة من العلاج بالحقن ولها الفاعلية نفسها، والحقن يتم من خلال حقن مادة مجلطة للدم فى الدوالى ويستعمل فى بعض الحالات حيث لا يتوافر الربط.

واللتدخل الجراحى محتمل لنسبة ضئيلة من الحالات التى لا تستجيب للعلاج بالمنظار ويتم علاجها بإحدى الطرق الآتية، عمل تحويل لمجرى الدم من الوريد البابى الكبدى إلى الدورة الدموية العامة مباشرة، أوربط الأوعية الدموية المغذية لآخر 5 سنتيمترات من المرىء وكذلك 2/3 الأعلى للمعدة.