النتائج 1 إلى 1 من 1
- 28-07-2013, 07:23 PM #1
قــصــة سنان باشا والسلطان محمد الفاتح
قــصــة
سنان باشا والسلطان محمد الفاتح
بعد أن تم فتح مدينة القسطنطينة (اسطنبول حالياً ) ،
وضع السلطان (محمد الفاتح) تعليمات معينة حول القلاع ،
والأسوار المحيطة بالمدينة ، ومن هذه التعليمات ،
أوامر مشددة على وجوب سد وغلق جميع أبواب أسوار هذه القلاع بعد أذان المغرب ، وتبقي هذه الأبواب مغلقة حتى أذان الفجر.
وعينت مفارز عديدة على هذه القلاع ، لتطبيق هذه الأوامر ،
وذلك لدواعي الأمن ، وبذلك كان يمنع أي شخص من دخول المدينة ، أو الخروج منها ضمن هذه الفترة.
كان (سنان جلبي باشا) على رأس إحدى هذه المفارز في القلعة الموجودة في منطقة (أون قباني).
في أحد الأيام ، والسلطان (محمد الفاتح) مع كوكبة من حرسه خارج أسوار مدينة (اسطنبول) ، وتأخر في الرجوع إلى المدينة ،
إذ عندما وصل إلى باب السور منطقة (أون قباني) رأى أن الباب مغلق ، إذ كان أذان المغرب قد أذن قبل مدة.
صاح أحد حراس السلطان : سنان باشا … سنان باشا … افتح الباب.
قام (سنان باشا) من مكانه ، وتطلع إلى تحت …
لم يستطع أن يتعرف على أحد ، فقد كان الظلام مخيماً …
نزل إلى تحت وصاح من خلف السور :
- من أنتم ؟
قال السلطان (محمد الفاتح) : افتح الباب (يا سنان جلبي).
فرد (سنان باشا): من أنتم ؟ ولماذا تأخرتم حتى الآن ؟
لم يستطع أن يميز صوت السلطان ، ولم يكن السلطان يعلن عن هويته.
قال السلطان : لا تسأل من نحن … افتح الباب.
احتد ( سنان باشا) : كيف لا أسألكم ؟ ألم تسمعوا بأمر السلطان ؟ كيف أستطيع أن أفتح باب القلعة في هذه الساعة المتأخرة ؟ اذهبوا من هنا ، أو انتظروا حتى أذان الفجر … لا أستطيع مخالفة أمر السلطان ، أم تريدون أن أسمع منه تقريعاً بسببكم ؟
ضحك السلطان : كلا (يا سنان جلبي) …
لن تسمع تقريعاً من السلطان … إنني أتكفل بهذا لك.
فرد (سنان باشا)- لكن من أنت حتى تستطيع أن تكفلني لدى السلطان ؟ أم تحسب نفسك سلطاناً ؟
فرد السلطان- أنا السلطان يا (سنان جلبي) … ألم تعرفني ؟
فوجئ (سنان باشا) عند سماعه هذا
، وأسرع بفتح الباب وهو يدمدم :
- أعذرني يا مولاي … لم أعرفكم … لم أكن أتوقع أن تخالفوا التعليمات التي وضعتموها بأنفسكم يا مولاي.
دخل السلطان من باب السور ،
ثم ترجل عن جواده ووضع يده على كتف (سنان باشا) وقال له :
- أنت عسكري جيد يا (سنان باشا) …
لقد سررت جداً من التزامك بتعليماتي ، لذا فتمن منى ما تشاء.
ذهل (سنان باشا) من كلام السلطان ،
فها هي كل الأبواب مفتوحة أمامه.. يستطيع أن يطلب أي مبلغ ، وأي منصب … كان السلطان ينظر إليه مبتسماً ،
منتظراً الجواب منه … لم يتردد (سنان باشا) طويلاً …
كلا لن يطلب من السلطان لا مالاً ولا جاهاً سيطلب منه تحقيق أمله الذي كان يحلم به منذ سنوات :
- ابن لي يا سلطاني جامعاً باسمي … لا أريد منك شيئاً آخر … جامعاً بأسمي.
قبل السلطان هذا الرجاء ، وأمر ببناء جامع باسمه.
فإذا قدر لك أن تزور (اسطنبول) فاسأل عن (جامع سنان باشا)
وزر هذا الجامع التاريخي الجميل ، فقد عرفت قصة بنائه ،
وبعد انتهاء صلاتك ، ادع لروح (سنان باشا).